جفاف ذي قار يحوّل القرى إلى بؤر مهجورة تهدد الأمن

أربيل (كوردستان24)- تواجه محافظة ذي قار أزمة جفاف خانقة أجبرت مئات العائلات على النزوح من قراها، تاركة وراءها بيوتاً مهجورة تحولت تدريجياً إلى مأوى للعصابات المنظمة وتجار المخدرات، في مشهد يهدد الاستقرار الأمني والاجتماعي للمحافظة.


نزوح جماعي ومعاناة مستمرة
يقول أبو عبد الله، أحد سكان القرى المتضررة، لكوردستان24، "أكثر من 150 عائلة خرجت بسبب الجفاف، ونحن بقينا هنا، لكن إن استمر الحال سنضطر للهجرة لأننا نعاني من كل شيء، والبيوت من حولنا مهجورة".
أما المواطن ميثم محمد فأكد أن معظم الأهالي نزحوا إلى البصرة والنجف وكربلاء بحثاً عن مصادر للمياه، مضيفاً، "منذ عامين نناشد الحكومة المحلية ونواب ذي قار الـ19، لكن لا توجد أي استجابة لمطالبنا".


تهديد أمني متفاقم
غياب الرقابة عن هذه المناطق النائية وصعوبة وصول القوات إليها جعل منازلها المهجورة ملاذاً آمناً للأنشطة غير المشروعة، ما ضاعف من أعباء الأجهزة الأمنية.
حيدر سعدي، مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين، أوضح في حديثه لكوردستان24 أن "هذه المناطق قد تتحول إلى مخازن للمخدرات أو منطلق للجماعات المتطرفة، فهي بعيدة عن الإعلام والرقابة الأمنية، وهذا يزيد المخاوف لأن المنطقة أصبحت هشة جداً وتحتاج إلى تكثيف الجهد الأمني والاستخباراتي".


أزمة بيئية تتحول إلى تهديد شامل
الأزمة لم تعد مجرد مشكلة بيئية واقتصادية، بل تصاعدت لتصبح تهديداً مباشراً للأمن المجتمعي. ومع غياب الحلول الحكومية، يخشى السكان من أن يؤدي استمرار الوضع إلى نزوح كامل لمناطق ريفية بأكملها، ما يفتح الباب أمام استغلالها من قبل الخارجين عن القانون.


الحاجة إلى حلول عاجلة

معالجة هذه الأزمة تستدعي تنسيقاً عاجلاً بين الوزارات المختصة والسلطات المحلية، إلى جانب دور فاعل لمنظمات المجتمع المدني، لضمان إعادة الحياة إلى القرى المهددة ومنع تحول الجفاف إلى تهديد دائم لأمن واستقرار المحافظة.


تقرير: حيدر حنون – كوردستان24 – ذي قار

 
Fly Erbil Advertisment