بحيرة الرزازة على حافة الجفاف… كارثة بيئية واقتصادية تلوح في الأفق

في تطور يثير القلق، تقترب واحدة من أبرز المسطحات المائية في العراق من الجفاف، حيث يشهد منسوب بحيرة الرزازة في محافظة كربلاء انخفاضاً حاداً يهدد بزوالها، وسط تحذيرات من تداعيات بيئية واقتصادية خطيرة.


معاناة السكان وفقدان مصادر الرزق
لم تقتصر الأزمة على تدهور البيئة، بل انعكست مباشرة على حياة عشرات العائلات التي كانت تعتمد على الثروة السمكية والسياحة كمصدر دخل رئيسي.
أحد المواطنين القادمين من النجف قال لمراسل كوردستان24، "شاهدت صور البحيرة سابقاً على مواقع التواصل بأجواء جميلة ومستوى مياه مرتفع، فجئت من النجف إلى كربلاء لأرى تلك الأجواء، لكنني تفاجأت بواقع مختلف؛ نفايات في كل مكان، ومستوى مياه منخفض، وحتى الطريق المؤدي إلى البحيرة دمر سياراتنا لسوء حاله."
أما أحد الصيادين فأوضح قائلاً، "في السابق كان السمك وفيراً بمختلف أنواعه، أما اليوم فانظروا إلى مستوى الماء كيف انخفض كثيراً. لا الحكومة تزور البحيرة ولا يوجد أي اهتمام بها."


أسباب الأزمة الرسمية
مديرية الموارد المائية في كربلاء عزت التراجع إلى قلة الإطلاقات المائية وشح السيول، مؤكدة أن المعالجة تحتاج إلى حلول جذرية وخطط طويلة الأمد لتجنب خسارة هذا الخزان الطبيعي الهام.
وقال عبدالأمير الخرسان، مدير الشؤون المائية في كربلاء، في تصريح لكوردستان24، "انخفاض مستوى البحيرة يعود إلى قلة الإطلاقات المائية وشحة المياه التي نمر بها. آخر إطلاق لبحيرة الرزازة كان مليار متر مكعب في عام 2018، حيث ارتفع المنسوب إلى 23.5 مليار متر مكعب، أما الآن فلا يتجاوز 20.5 مليار متر مكعب. وعلى مدى أكثر من 30 عاماً بقي المعدل عند هذا المستوى تقريباً."
مشهد الرزازة وهي تجف بصمت يعيد فتح ملف إدارة الموارد المائية في العراق، ويطرح تساؤلات كبرى حول مستقبل الأمن البيئي والغذائي في البلاد، إذا ما استمرت موجات الجفاف بلا حلول عملية.


تقرير: معتز العبودي – كوردستان24 – كربلاء

 
Fly Erbil Advertisment