شوارع مدينة الصدر تخلو من الدعاية الانتخابية... والمقاطعة تسيطر على المزاج الشعبي
أربيل (كوردستان24)- في مشهد غير مألوف قبيل الانتخابات البرلمانية العراقية، بدت شوارع مدينة الصدر شرقي بغداد — وهي من أكبر أحياء العاصمة من حيث المساحة وعدد السكان الذي يقترب من أربعة ملايين نسمة — شبه خالية من الملصقات والصور الانتخابية التي طالما غطّت جدرانها وأعمدتها في كل موسم انتخابي.
هذه المرة، غابت اللافتات والشعارات الحزبية تماماً عن معظم الشوارع والأزقة، وكأنّ سكان المدينة قرروا أن يعبروا بصمت عن موقفهم السياسي، فيما يؤكد كثيرون منهم أنهم اختاروا المقاطعة بدلاً من المشاركة.
"مقاطعين بأمر السيد"
في أحاديث أجراها مراسل كوردستان24 داخل المدينة، عبّر عدد من المواطنين عن موقف حاسم تجاه الانتخابات، مؤكدين أنهم لن يشاركوا في التصويت التزاماً بتوجيهات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
أحد المواطنين قال: "بطاقتي محدثة، لكن مقاطع بأمر السيد. ما نشارك مع الفاسدين، والناس كلها هنا مقاطعة".
ويضيف آخر، "معظم الشباب هنا بلا عمل ولا دخل، يعيشون من قيادة التكاتك. ماكو ثقة بأحد، كل الانتخابات نفسها، والناس ملت."
اتهامات ببيع البطاقات الانتخابية
وفيما التزمت غالبية سكان المدينة الصمت السياسي، تحدّث بعضهم عن محاولات لشراء البطاقات الانتخابية من قبل جهات متنفذة، عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي.
أحد الشباب قال: "الانتخابات صارت تجارة. البطاقة تُشترى بثلاثمئة ألف دينار، والناس تتكلم عنها بقروبات واتساب وفيسبوك، واللي يشتري تابع لأحزاب معروفة."
غياب تام للدعاية… ورسالة مبكرة
ويرى مراقبون أن الغياب شبه التام للدعاية الانتخابية في أحياء مدينة الصدر يحمل دلالة سياسية واضحة، مفادها أن نسبة المشاركة المتوقعة ستكون منخفضة جداً، وقد لا تتجاوز 20% وفق تقديرات أولية.
هذه الظاهرة — بحسب المتابعين — تُعد مؤشراً على تراجع الثقة الشعبية بالعملية السياسية في واحدة من أكثر مناطق بغداد كثافةً سكانية وتأثيراً انتخابياً.
تقرير: سيف علي - كوردستان24 - بغداد