مسرور بارزاني: نسعى لتمثيل قوي يدافع عن حقوق إقليم كوردستان في بغداد

أربيل (كوردستان24)- أكد نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسرور بارزاني أن الحزب سيبقى ثابتًا في نهجه الوطني والقومي، ولن يتراجع أمام التحديات والمخططات التي تستهدف كيان إقليم كوردستان، مشددًا على أن الحزب كان وما زال “في السراء والضراء مع شعب كوردستان، ولم يتركه يومًا”.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها اليوم الاثنين (13 تشرين الأول 2025) في احتفال جماهيري كبير بمدينة دهوك بمناسبة انطلاق الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ضمن القائمة رقم 275 الخاصة بانتخابات مجلس النواب العراقي في دورتها السادسة.

الحزب مع الشعب… ولن ينكسر

في مستهل كلمته، عبّر مسرور بارزاني عن سعادته بلقاء جماهير دهوك، مؤكدًا أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني “كان دائمًا إلى جانب الشعب الكوردستاني في كل المراحل الصعبة من تاريخ النضال، وسيبقى كما كان منذ تأسيسه”.

وقال:

“قافلتنا انطلقت، وبإرادة الله وبدعمكم وتحت قيادة الرئيس بارزاني، سنواصل المسير حتى النهاية. الحزب لا ينكسر، لأن الرئيس بارزاني هو قائدنا، ونهجنا قائم على تضحيات البيشمركة الأبطال ودماء شهداء كوردستان وجماهيرها الصامدة.”

وأضاف أن قضية الحزب هي قضية الهوية القومية والأرض وحدود كوردستان، قائلاً:

“كوردستان تعني الحزب، والحزب يعني كوردستان. وكلما غاب صوت الحزب القوي في بغداد، كانت حقوق الإقليم تُنتهك.”

الانتخابات بوابة الدفاع عن الحقوق في بغداد

وأوضح بارزاني أن الانتخابات البرلمانية المقبلة تمثل “فرصة مصيرية لإرسال ممثلين حقيقيين لشعب كوردستان إلى بغداد”، مشيرًا إلى أن “التمثيل القوي للحزب في البرلمان العراقي هو الضمان الوحيد لحماية حقوق الإقليم ومستحقاته الدستورية”.

وقال:

“كل الانتخابات مهمة، لكن هذه المرة نخوض انتخابات لإيصال صوت كوردستان إلى بغداد، للدفاع عن الحقوق الدستورية التي كثيراً ما جرى تجاهلها. علينا أن نكون حاضرين بقوة في تلك الساحة التي تُرسم فيها السياسات وتُصاغ فيها القرارات.”

وأشار إلى أن ضعف التمثيل في المراحل السابقة أتاح المجال “لأطرافٍ لا تمثل شعب كوردستان الحقيقي” بالتحدث باسمه، مما أدى إلى “انتقاص الحقوق وتهميش الإقليم في الملفات السياسية والمالية”.

ونقل نائب رئيس الحزب رسالتين رئيسيتين من الرئيس مسعود بارزاني إلى جماهير الحزب:

“الرسالة الأولى، أن يواصل كل مناضل في الحزب الدفاع عن حقوق كوردستان الدستورية في بغداد.

أما الرسالة الثانية فهي لمناوئي الحزب: كفاكم عناداً، لأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني لن ينكسر بكم.”

وأكد مسرور بارزاني أن الحزب “صمد بفضل تضحيات الشهداء والبيشمركة، ودعوات أمهات الشهداء، وإيمان الجماهير”، مضيفًا:

“ما دامت هذه القيم حية فينا، فلن يُكسر الحزب أبداً.”

نقل المعركة السياسية إلى بغداد

وبيّن نائب رئيس الحزب أن أهمية هذه الانتخابات تكمن في أنها “تحدد مسار العلاقة مع بغداد”، قائلاً:

“منذ سنوات تُدار ضد كوردستان مخططات لإضعافها ومنعها من التقدم. لذلك علينا أن ننقل جزءاً من معركتنا السياسية إلى بغداد، لأن البرلمان العراقي هو المكان الذي تُدبّر فيه المؤامرات ضد حقوقنا الدستورية.”

وأشار إلى أن “الأطراف التي تعارض الحزب الديمقراطي الكوردستاني لا تفخر بخدمة مواطنيها، بل تتفاخر بإعاقة مشاريع حكومة الإقليم”، مؤكداً أن الحزب “يفتخر بأنه خدم كوردستان ولم يساوم يوماً على حقوقها”.

إنجازات حكومة الإقليم بقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني

واستعرض مسرور بارزاني في خطابه أبرز إنجازات الكابينة التاسعة من حكومة إقليم كوردستان، مؤكداً أنها “ثمرة ثقة الشعب بالحزب ونتاج القيادة الحكيمة لنهج بارزاني”.

وقال:

“رغم كل الأزمات السياسية والاقتصادية، تمكنت حكومة الإقليم من التقدم بخطوات كبيرة في مجالات الطاقة والمياه والبنى التحتية والخدمات.”

وتناول مسرور بارزاني في حديثه تفاصيل عدد من المشاريع التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، منها:

مشروع الكهرباء المستمرة (روناكي) الذي جعل مراكز المحافظات الأربع (دهوك، أربيل، السليمانية، حلبجة) تنعم بطاقة كهربائية على مدار 24 ساعة، على أن تشمل الخدمة كل مناطق الإقليم في عام 2026.

بناء السدود والبرك المائية لتخزين مياه الأمطار وتوفير الأمن المائي وخدمة المزارعين، إلى جانب مشاريع المياه الكبرى في أربيل، عقرة، بردرش، والسليمانية.

إصلاح وتعبيد الطرق والجسور لتقليل الحوادث المرورية وتسهيل حركة النقل، ما انعكس إيجاباً على النشاط التجاري والسياحي.

إطلاق مشروع “حسابي” وبناء نظام مصرفي حديث يعتمد على معايير دولية لتعزيز البنية الاقتصادية للإقليم.

التحول الرقمي في الخدمات الحكومية، وخاصة في قطاع التربية، لتسهيل الإجراءات وتقليل الروتين.

تطوير القطاع الصحي ورفع مستواه حتى بات الإقليم وجهةً للعلاج لمواطنين من داخل العراق وخارجه.

وأضاف:

“إنجازاتنا تحققت رغم أن حصة كوردستان من الموازنة الاتحادية لم تتجاوز 5%، في حين يشكّل سكان الإقليم 14% من مجموع سكان العراق. هذه المقارنة وحدها كافية لتبيان حجم الجهد والإصرار الذي بذلناه.”

كوردستان والحزب… وجهان لهوية واحدة

وتوقف مسرور بارزاني عند البعد الرمزي للعلاقة بين الحزب والإقليم، قائلاً:

“كل من يحاول التفريق بين كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني يجهل التاريخ. فالحزب هو من صاغ هوية كوردستان الحديثة، ومن خلاله تحققت مكاسبنا السياسية والوطنية.”

وأضاف أن “بعض الأطراف في الداخل والخارج سعت إلى عرقلة التقدم الاقتصادي والخدمي، لأن نجاح كوردستان في رأيهم يعني نجاح الحزب الديمقراطي الكوردستاني”.

وخاطب الجماهير قائلاً:

“الفرق بيننا وبين الآخرين واضح: نحن نعمل من أجل خدمتكم، وهم يعملون لعرقلة هذه الخدمة. قولوا لهم إن الحزب جعل صدره درعاً لحماية كرامة الأمة، ودافع عن الأرض والهوية، وقدم الدماء من أجل بقاء كوردستان.”

دعوة للمشاركة الواسعة في الانتخابات

وفي ختام كلمته، دعا نائب رئيس الحزب جماهير كوردستان إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، قائلاً:

“لا تظنوا أن هذه الانتخابات تخص بغداد فقط. إنها تخص كل بيت في كوردستان. القرارات التي تُتخذ هناك تؤثر في حياتنا اليومية هنا. لذلك علينا أن نرسل نوابًا أقوياء إلى بغداد، يدافعون عن كوردستان ويحمون دستورها وحقوقها.”

وأضاف:

“قافلتنا انطلقت، وسنواصل المسير بدعمكم وبإيماننا بقدرة شعب كوردستان على تحقيق مستقبل أفضل تحت راية الرئيس مسعود بارزاني. ومن هنا من دهوك، أهنئكم جميعاً مسبقاً بنجاح قائمتنا رقم 275.”

تواصل الحملة الانتخابية في محافظات الإقليم

وجاء إطلاق حملة الحزب في دهوك بعد يومٍ واحد من انطلاقها في أربيل يوم الأحد (12 تشرين الأول 2025)، بحضور الرئيس مسعود بارزاني ونائبي رئيس الحزب، استعدادًا لخوض الانتخابات البرلمانية العراقية في دورتها السادسة.

وفي كلمته خلال مراسم أربيل، عبّر الرئيس مسعود بارزاني عن سعادته بوجود عدد من الإخوة العرب والتركمان ضمن قائمة الحزب رقم (275)، مشيرًا إلى أن “هذا التنوع يعكس نهج الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومبادئه الراسخة في التعايش والتنوع.”

كما شهدت محافظة كركوك يوم السبت (11 تشرين الأول 2025) إقامة كرنفال جماهيري حاشد لإطلاق الحملة الانتخابية للحزب، بمشاركة المرشحين الأربعة والعشرين المدرجين ضمن قائمته، حيث عرض كل منهم برنامجه الانتخابي أمام الجماهير.

الانتخابات العراقية السادسة

ويخوض الحزب الديمقراطي الكوردستاني الانتخابات البرلمانية العراقية بالقائمة رقم (275)، واضعًا نصب عينيه أن يكون الحزب الأول في العراق وكوردستان، لضمان تمثيلٍ أقوى لشعب الإقليم والدفاع عن حقوقه الدستورية.

وانطلقت الحملات الدعائية الخاصة بانتخابات الدورة السادسة لمجلس النواب العراقي في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2025، وتستمر حتى الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وصادقت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الثاني من تشرين الأول على مشاركة 7,768 مرشحًا يتنافسون على 329 مقعدًا نيابيًا، في حين يبلغ عدد الناخبين أكثر من 21 مليونًا و400 ألف ناخب في عموم العراق، بينهم مليون و313 ألفًا من المشمولين بالتصويت الخاص.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
Fly Erbil Advertisment