جدل سياسي في بغداد بعد تعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً لترامب في العراق

أربيل (كوردستان 24)- أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعيين رجل الأعمال الأمريكي من أصول عراقية مارك سافايا مبعوثاً خاصاً له إلى العراق، تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية العراقية، حول دوافع هذا التعيين وطبيعته غير التقليدية في سياق العلاقات بين واشنطن وبغداد.
وقال المحلل السياسي العراقي فلاح المشعل في تعليق له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، إن “المبعوث الخاص يُعيَّن عادةً في حالات الأزمات أو الحروب أو لنقل رسائل محددة لا تدخل ضمن صلاحيات السفير أو القنوات الدبلوماسية الرسمية”، متسائلاً عن سبب اختيار ترامب مبعوثاً خاصاً بدلاً من سفير كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية.
وأضاف المشعل أن “هذا القرار يثير الريبة، خصوصاً بعد تصريحات ترامب الأخيرة في قمة شرم الشيخ، عندما أشار إلى أن في العراق ثروة نفطية هائلة لم تُستثمر كما يجب”.
لافتاً إلى أن تلك الإشارات ربما تُمهّد لتحركات سياسية واقتصادية أمريكية في العراق، وربما تهيئة أزمة جديدة يكون النفط محورها.
وتابع بالقول: “يبدو أن البيت الأبيض، بقيادة ترامب وبعض مستشاريه، يُحضّر لمرحلة مختلفة من التعامل مع العراق، وقد تكون هذه الخطوة أول مؤشر عليها”.
واختتم المشعل حديثه قائلاً إن “هذا التعيين لا يمكن فصله عن السياق السياسي الراهن في واشنطن، ولا عن المصالح الاقتصادية المرتبطة بالنفط العراقي”.
متوقعاً أن “تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً في الاهتمام الأمريكي بالشأن العراقي، ولكن بأساليب غير تقليدية هذه المرة”.
يذكر أن مارك سافايا، الذي ينحدر من عائلة كلدانية مسيحية عراقية من بلدة تلكيف بمحافظة نينوى، عاشت أسرته في بغداد – تحديداً في منطقتي الكرادة والجادرية – قبل أن تهاجر إلى الولايات المتحدة، وهو اليوم رجل أعمال ناجح وصديق مقرّب من ترامب وإيلون ماسك وعدد من الشخصيات الأمريكية والعربية البارزة.