الصراع الانتخابي في العراق.. من القاعات إلى الأرصفة

أربيل (كوردستان24)- لم يعد الصراع السياسي في العراق مقتصرًا على المناصب والمكاسب أو رئاسة اللجان البرلمانية، بل انتقل إلى مستوى جديد في الشوارع والساحات العامة، حيث تحولت الأرصفة إلى ساحات مواجهة بين المرشحين في محاولة للسيطرة على المناطق الحيوية التي تُعد نقاط انطلاق مهمة للدعاية الانتخابية. مشاهد تمزيق الصور الانتخابية وإنزال بعضها وتعليق أخرى مكانها أصبحت عنوانًا بارزًا لمرحلة ما قبل الانتخابات.
في جولة ميدانية لمراسلي كوردستان24، بدت شوارع العاصمة بغداد وبعض المحافظات مسرحًا لحرب دعائية غير معلنة بين المرشحين، إذ تُرفع الصور في الليل وتُمزق في النهار، في مشهد يعكس حجم التوتر بين الكتل السياسية المتنافسة.
عدد من المواطنين عبّروا عن استغرابهم من هذا السلوك، معتبرين أنه "غير حضاري" ويعكس غياب روح التنافس الشريف.
آراء المواطنين:
مواطن تحدث الى كوردستان24 وقال "هذه حالة غير حضارية، ومن الخطأ أن تحدث بين أبناء المجتمع أو حتى بين المرشحين. بعضهم يرسل أشخاصًا لإزالة صور منافسيه، وهذا تصرف لا يليق بمرشح يسعى لتمثيل الشعب."
بدروه قال مواطن آخر: "الرسالة واضحة: من يفعل ذلك لا يمتلك برنامجًا ولا ثقة بنفسه. المواطن يرى هذا الصراع ويفقد ثقته بالبرلماني والسياسي قبل أن تبدأ الانتخابات."
يرى مراقبون أن هذا السلوك الانتخابي الفوضوي يحمل مؤشرات مقلقة، خاصة في ظل الاحتقان السياسي وتراجع ثقة الشارع بالعملية الانتخابية. الباحثة نوال الموسوي حذّرت من أن "الاحتقان السياسي في الشارع العراقي أصبح له تأثير سلبي مباشر على المواطن، ما قد يؤدي إلى تراجع الاستقرار السياسي وارتفاع نسب المقاطعة".
وأضافت أن "غياب البرامج السياسية الحقيقية وابتعاد التيار الصدري وعدد من القوى المدنية عن المشاركة سيؤدي إلى ضعف الإقبال، وربما يعمّق حالة اللامبالاة تجاه الانتخابات المقبلة."
وبينما تتسع رقعة الصراع الانتخابي من القاعات السياسية إلى الأرصفة، يبقى الخوف الأكبر من أن تتجاوز المنافسة حدود اللافتات لتتحول إلى مواجهات دامية، خصوصًا بعد تسجيل حوادث مقلقة، من بينها مقتل أحد المرشحين وتعرض آخر لهجوم مسلح في بغداد، في مؤشر على هشاشة المشهد الانتخابي المقبل.
تقرير : سيف علي – كوردستان24 - بغداد