500 مليار دينار صُرفت في صلاح الدين... دون إنجاز أي مشروع!

أربيل (كوردستان24)- في أكبر أحيائها، تغيب أبسط الخدمات. حي صلاح الدين، الذي يُفترض أن يكون واجهة مدينة تكريت (محافظة صلاح الدين)، يرزح تحت وطأة الإهمال الشديد، حيث أصبحت الكهرباء والمياه النظيفة والصرف الصحي والطرق المعبدة حلمًا يراود سكانه منذ سنوات.

"لا توجد أي خدمة على الإطلاق"، بهذه الكلمات البسيطة يصف المواطن كريم محمود حال مدينته، مضيفًا في حديثه لـكوردستان24: "كهرباء، ماء، مجاري، كل شيء صفر. ميزانية هذه المدينة كلها سُرقت، والله يعلم أننا لم نرَ منها شيئًا".

هذا الشعور بالمرارة والغضب يعم الشارع. مواطن آخر، محمد خلف، يروي قصة الإهمال المتراكم: "الحكومة مشغولة بالنهب والفساد. انظر إلى هذا الشارع، كله حفر، لا تستطيع حتى حافلة صغيرة المرور فيه". ويضيف بحسرة: "يضطر الناس إلى سلك طرق ترابية بديلة للوصول إلى السوق".

الفساد في المشاريع أصبح حديث الناس اليومي. يقول المواطن سرمد عماد: "ميزانية هذا الشارع تم صرفها مرتين ولم يُنجز. المرة الأولى كانت عام 2012، والمقاول أخذ المال وهرب. والآن تم تخصيص ميزانية أخرى وأيضًا أُكِلت!". ويتابع ساخرًا: "الكهرباء تأتي ساعتين وتنقطع ست ساعات. أما الماء، فنشتريه بالصهاريج طوال الصيف".

الفقر والفساد سجّلا أعلى المعدلات في هذه المحافظة الغنية بالنفط، حيث يعيش قرابة نصف سكانها تحت خط الفقر.

في المقابل، تقر الإدارة الجديدة للمحافظة بحجم المشكلة، لكنها تلقي باللوم على الإدارات السابقة. يقول عادل عبد السلام، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين: "ورثنا المحافظة بهذا الشكل المأساوي، مع ما يقارب ألف مشروع متلكئ وغير مكتمل". ويضيف: "هناك مدارس بدأ العمل بها في 2011 و2012 ولم تكتمل حتى الآن، ومحطة كهرباء صُرف عليها ما يقارب 400 مليار دينار ولم تعمل يومًا واحدًا".

وتؤكد الإدارة الجديدة وصول مبالغ كبيرة للمحافظة، واعدةً بحل جزء كبير من هذه المشاكل. يوضح المحافظ: "ميزانية الأمن الغذائي وحدها بلغت 500 مليار دينار، وهذا مبلغ ليس بالقليل ويمكنه حل الكثير من المشاكل الكبيرة".

المفارقة تزداد حدة عند النظر إلى أن صلاح الدين تعد من أغنى محافظات العراق، لكن آثار الدمار الذي خلفه تنظيم داعش لا تزال شاخصة، جنبًا إلى جنب مع قصور صدام حسين التي تُركت كأطلال ترمز إلى ماضٍ يُستخدم كذريعة لمعاقبة حاضر المدينة بأكملها، بحسب وصف سكانها.

وبينما تظل وعود الإدارة الجديدة قيد الاختبار، يبقى أهالي تكريت يحلمون بيوم يرون فيه ثروات محافظتهم تنعكس على شوارعهم ومنازلهم، لا مجرد أرقام في ميزانيات تضيع في دروب الفساد.

تقرير : هيمن دلو – كوردستان24 – صلاح الدين

 
Fly Erbil Advertisment