المزارعون في كوردستان يبدأون موسم حصاد الأرز
أربيل (كوردستان 24)- مع حلول فصل الخريف، ينشغل المزارعون في إقليم كوردستان بحصاد محصول الأرز، وهي عملية جماعية تعكس تقاليد زراعية متوارثة وتساهم في دعم الاقتصاد المحلي.
في مناطق زراعة الأرز، تُخصص ساحات واسعة تُعرف بـ "الخرمان" لتجميع وتجفيف المحصول. يتوافد المزارعون إلى هذه الساحات حاملين محاصيلهم السنوية، حيث يتم نشر الأرز تحت أشعة الشمس لمدة يومين إلى ثلاثة أيام حتى يجف تمامًا.
بعد عملية التجفيف، تبدأ مرحلة "الدرس"، حيث تُستخدم آلات خاصة لفصل حبات الأرز عن القشور والسيقان.
يقول خالد محمد، وهو مزارع محلي: "نأتي بالأرز الذي نحصده إلى هنا. هذا تقليد في قريتنا. بعد تجفيفه، نستخدم الآلة لدرسه وفصله."
لا تقتصر أهمية موسم الحصاد على الجانب الزراعي فقط، بل تمتد لتشمل الجانب الاجتماعي والاقتصادي.
يقول سامان چافشين، وهو مدرس يشارك في الحصاد: "الدرس مكان مهم ومبارك، فهو فرصة لمساعدة بعضنا البعض ومساعدة الفقراء. بعد الانتهاء من العمل، قد يعطي المزارع جزءًا من محصوله للمحتاجين."
ويضيف أن هذه الساحات مفتوحة للجميع، حتى لمن لا يملكون أرضًا، حيث يمكنهم المشاركة في العمل والحصول على قوت يومهم. ويؤكد أن "كل من لا يجد عملاً، يأتي إلى هنا، وهذا أفضل من البطالة".
يمثل موسم حصاد الأرز في كوردستان تقليدًا سنويًا يعزز روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، ويوفر مصدر رزق للعديد من العائلات، ويحافظ على استمرارية واحدة من أهم الزراعات في المنطقة.
