اكتشاف 3 كواكب جديدة على بُعد 190 سنة ضوئية
أربيل (كوردستان24)- كشف فريق دولي من الباحثين عن اكتشاف 3 كواكب شبيهة بالأرض، تدور داخل نظام نجمي مزدوج، يقع على بُعد نحو 190 سنة ضوئية من الأرض.
وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة لييج البلجيكية، أن هذا الاكتشاف يُعد إنجازاً علمياً نادراً، لأنه يقدّم فهماً جديداً لتكوّن الكواكب واستقرارها في الأنظمة النجمية المزدوجة، التي كان يُعتقد سابقاً أنها بيئات غير مناسبة لتشكّل كواكب مستقرة، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «Astronomy & Astrophysics».
والأنظمة النجمية المزدوجة هي أنظمة تتكوّن من نجمين، يدوران حول مركز جاذبية مشترك، بدلاً من أن يكون كل نجم منها منفرداً كما هو الحال في الشمس. وتُعدّ هذه الأنظمة شائعة جداً في مجرتنا، إذ تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف نجوم مجرة درب التبانة توجد في أزواج أو مجموعات متعددة. ويؤدي التفاعل الجاذبي بين النجمين إلى تكوين بيئة ديناميكية معقدة، قد تجعل تكوّن الكواكب واستقرارها أكثر صعوبة مقارنة بالأنظمة التي تضم نجماً واحداً. ومع ذلك، أظهرت الاكتشافات الحديثة أن الكواكب يمكن أن تتشكل وتستقر حتى في هذه البيئات المزدوجة، ما يوسّع فهم العلماء لإمكانات وجود الحياة خارج المجموعة الشمسية.
ووفق الدراسة، تدور الكواكب الثلاثة المكتشفة داخل نظام يُعرف باسم «TOI-2267»، وجميعها بحجم قريب من حجم الأرض، وتتحرك في مدارات قصيرة نسبياً حول نجمي النظام، ما يجعلها تدور بسرعة كبيرة مقارنة بكواكب مجموعتنا الشمسية.
ورغم قربها من نجومها، فإن درجات حرارتها تُعد معتدلة نسبياً مقارنة بكواكب أخرى تُكتشف عادة في مدارات ضيقة، وهو ما يفتح الباب أمام دراسات مستقبلية حول تركيبها وغلافها الجوي. ويتميّز النظام بكون كوكبين يدوران حول أحد النجمين، بينما يدور الكوكب الثالث حول النجم المرافق، وهي ظاهرة فريدة لم تُرصد من قبل في أي نظام نجمي آخر.
بنية غير مألوفة
وتُظهر هذه البنية المزدوجة غير المألوفة أن الكواكب يمكن أن تتشكل وتستقر حتى في بيئات جاذبية معقدة، ما يتحدى الاعتقاد السائد بأن الأنظمة المزدوجة لا تسمح بوجود كواكب مستقرة على المدى الطويل.
واستند الاكتشاف إلى بيانات من تلسكوب الفضاء الأميركي (TESS) التابع لوكالة «ناسا». ويرجّح الباحثون أن تكون الكواكب الثلاثة صخرية التركيب مثل الأرض، مع احتمالية وجود أغلفة جوية رقيقة حول بعضها، إلا أن تأكيد ذلك يتطلب ملاحظات أكثر دقة باستخدام التلسكوبات الحديثة.
ويؤكد الفريق أن هذا الاكتشاف لا يبرز غرابة النظام الكوكبي المكتشف فقط، بل يُظهر أيضاً أهمية الدمج بين المهمات الفضائية والتلسكوبات الأرضية المتخصصة في دفع حدود معرفتنا بالكواكب خارج المجموعة الشمسية.
ويأمل الفريق أن تُسهم الملاحظات المستقبلية، باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، والأجيال الجديدة من التلسكوبات الأرضية العملاقة، في تحديد كتل الكواكب وكثافتها، وربما تركيبها الجوي، ما يفتح آفاقاً جديدة أمام دراسة نشأة العوالم المشابهة للأرض في الكون.
AFP
