إسرائيل تشنّ غارات جوية على غزة بعد اتهام حماس بانتهاك وقف إطلاق النار

يقف أعضاء من الصليب الأحمر وسط أنقاض المباني المدمرة في حي التفاح بمدينة غزة (فرانس برس)
يقف أعضاء من الصليب الأحمر وسط أنقاض المباني المدمرة في حي التفاح بمدينة غزة (فرانس برس)

أربيل (كوردستان 24)- شنّ الجيش الإسرائيلي ثلاث غارات على الأقل على مدينة غزة مساء الثلاثاء بعدما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجيش بتنفيذ ضربات عقب اتهامه حركة حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان نتانياهو أمر الجيش الثلاثاء بشن "غارات قوية" على القطاع، متهّما حماس بانتهاك الاتفاق الذي أبرم بوساطة أميركية ويسري منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر. من جهتها، قالت الحركة إن إسرائيل ترتكب "خروقات" للهدنة، وأعلنت إرجاء عملية تسليم جثة رهينة كانت مقررة مساء الثلاثاء.   

ومساء، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس "الاحتلال يشن ثلاث غارات جوية على الاقل على غزة رغم اتفاق التهدئة". وأكد شهود عيان سماع دوي انفجارات في كبرى مدن القطاع.

بدوره، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حماس بمهاجمة قواته، متوعدا إياها بدفع "ثمن باهظ".

وأفاد كاتس في بيان "ستدفع منظمة حماس الإرهابية ثمنا باهظا لهجومها على جنود الجيش الإسرائيلي في غزة ولانتهاكها الاتفاق الخاص بإعادة جثامين الرهائن"، معتبرا أن "هجوم حماس اليوم على جنود الجيش الإسرائيلي في غزة يُعد تجاوزا حاد لخط أحمر"، وأن الجيش سيرد عليه "بقوة كبيرة".

وكان مكتب نتانياهو أفاد في بيان بأنه "عقب المشاورات الأمنية، وجّه رئيس الوزراء نتانياهو الجيش بتنفيذ غارات قوية وفورية على قطاع غزة".

وأتى ذلك بعدما اتهمت إسرائيل الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار، مشيرة الى أن أجزاء من الرفات الأخير الذي أعادته حماس ليل الاثنين بموجب الاتفاق، تعود إلى رهينة سبق أن استعاد الجيش جثمانه من القطاع.

وأظهرت لقطات لفرانس برس من منطقة خان يونس بجنوب القطاع الثلاثاء، عددا من عناصر حماس ملثمين وهم يخرجون من نفق حاملين جثة ملفوفة بكيس بلاستيك أبيض يعتقد أنها رفات الرهينة الذي كانت حماس تخطط لتسليمه.

الا كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، عادت وأعلنت مساء الثلاثاء أنها سترجئ تسليم الرفات "بسبب خروقات الاحتلال"، محذّرة من أن "أي تصعيد صهيوني سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين مما سيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه".

وكانت حماس سلّمت ليل الاثنين ما قالت إنه الجثمان السادس عشر من بين 28 جثمانا لرهائن كانوا محتجزين لديها ووافقت على إعادتهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية ومصرية وقطرية، ودخل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/اكتوبر الجاري.

وأظهرت الفحوص الجنائية الإسرائيلية أن ما سلّمته حماس كان بقايا رفات رهينة سبق أن أعاد الجيش جثمانه قبل حوالى عامين في عملية عسكرية، وفقا لبيان صادر عن مكتب نتانياهو.

واتهم بيان رئيس الوزراء وبيان آخر لمنتدى عائلات الرهائن، حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

وجاء في بيان مكتب نتانياهو "بعد استكمال عملية التعرف على الجثمان صباح اليوم، تبين أنه قد أعيد مساء أمس رفات يخص الرهينة الراحل أوفير تسرفاتي، الذي كان استُرجع من قطاع غزة في عملية عسكرية قبل نحو عامين".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرُسيان لصحافيين "أؤكد لكم اليوم أن حماس حفرت حفرة في الأرض أمس، وضعت فيها أجزاء رفات أوفير بداخلها، ثم غطتها بالتراب وسلمتها للصليب الأحمر".

ودعا منتدى عائلات الرهائن الحكومة في بيان إلى "اتخاذ إجراءات حاسمة" ضد حماس معتبرة أن "حماس تعرف مكان الرهائن وتواصل التصرف باستهتار وتخدع الولايات المتحدة والوسطاء".

أما حركة حماس فنفت علمها بأماكن الرفات واصفة الادعاء بأنه "كاذب".

وأشار الناطق باسم الحركة حازم قاسم إلى أن القصف الإسرائيلي الذي استمر لعامين جعل العديد من المواقع غير قابلة للتعرف عليها.

وقال قاسم "ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار وتسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين... ونعمل على مدار الساعة لتحقيق ذلك" مؤكدا أن "هناك صعوبات كبيرة أمام البحث وعمليات الانتشال".

- خشية من عودة الحرب -

وفي غزة، عبّر عبد الحي الحاج أحمد (60 عاما) الذي عاد الإثنين إلى منزله في مخيم جباليا حيث وجد كل المنازل مدمرة، عن خشيته من استئناف الحرب.

وقال لفرانس برس "خائف جدا أن ترجع الحرب، الآن يتهمون حماس أنها تماطل وهذه ذريعة لعودة التصعيد والحرب".

واتهم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير حماس بالتلاعب وتأخير تسليم بقية الرفات، مطالبا بتدميرها بالكامل.

وانضم وزير المال بتسلئيل سموطريتش إلى المطالبين بالتحرك ضد حماس ودعا على إكس أيضا إلى إعادة اعتقال كل الفلسطينيين الذين أفرج عنهم في اتفاقية التبادل الأخيرة مع إسرائيل، كإجراء عقابي.

- المرة الثالثة -

وخطف إبان هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، 251 شخصا، أُفرج عن معظمهم أو اُنقذوا أو استُعيدت جثامينهم قبل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية ردا على هجوم حماس عن مقتل ما لا يقل عن 68531 فلسطينيا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وفي بيان لمنتدى عائلات الرهائن الثلاثاء، أكدت عائلة أوفير تسرفاتي أن أجزاء من رفاته أُعيدت إلى إسرائيل الليلة الماضية.

وذكر المنتدى أن تسرفاتي كان في مهرجان نوفا الموسيقي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما اقتيد إلى غزة وقُتل هناك.

وأضاف البيان أن هذه هي المرة الثالثة التي تُعاد فيها رفات تخص تسرفاتي، بعدما أُعيد جثمانه في نهاية العام 2023، ثم أُعيدت أجزاء إضافية في آذار/مارس 2024.

وقالت العائلة "هذه هي المرة الثالثة التي نُجبر فيها على فتح قبر أوفير وإعادة دفن ابننا. كان من المفترض أن يُغلق هذا الفصل في (كانون الأول)/ديسمبر 2023، لكنه فعليا لم يُغلق".

AFP

 
Fly Erbil Advertisment