الشرع: سوريا اجتذبت استثمارات بنحو 28 مليار دولار منذ سقوط الأسد
أربيل (كوردستان 24)- أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، أنّ بلاده اجتذبت استثمارات تناهز قيمتها 28 مليار دولار منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وجاء كلام الشرع خلال مقابلة في إطار النسخة التاسعة من منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقد في الرياض، حيث تم اعتباره "ضيفاً خاصاً".
وقال الشرع "خلال عشرة أشهر (من سقوط الأسد) وفي الستة أشهر الأولى دخلت استثمارات بقيمة تقارب 28 مليار دولار"، مشيراً إلى أنّ "هناك شركات كبرى من السعودية بدأت الاستثمار داخل سوريا" بالفعل.
وفي إطار سعيه لطمأنة المستثمرين المحتملين في المؤتمر، أكّد الشرع أن "الفرص في سوريا كبيرة جداً والفرص تتسع للجميع في سوريا".
وتابع "أعتقد أن العالم اليوم سيستفيد من سوريا بشكل كبير جداً. ستكون هي مركزاً تجارياً هاماً لنقل البضائع"، مشيراً إلى "موقعها الاستراتيجي".
بدأت سوريا المهمة الضخمة لمحاولة إعادة بناء اقتصادها المدمر، بعد أكثر من عقد من الحرب التي شهدت مقتل عشرات الآلاف، وتشريد الملايين، وتدمير المدن. ولعقود، لم تكن البلاد قادرة على تأمين استثمارات كبيرة بسبب رزم من العقوبات التي استهدفت حكومتها.
والأسبوع الماضي، أعلن البنك الدولي أنّ "أفضل تقدير متحفظ" لتكلفة إعادة الإعمار في سوريا يناهز 216 مليار دولار.
بعد انتهاء الحرب أواخر العام الماضي، احتضنت السعودية القادة الجدد في سوريا، وتسعى المملكة إلى اجتذاب هذا البلد الذي بقي طويلاً تحت هيمنة إيران وروسيا.
وكانت السعودية وجهة أول زيارة خارجية للشرع في شباط/فبراير الفائت.
في أيار/مايو، أقنع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا.
كما نظم ولي العهد اجتماعاً تاريخياً بين ترامب والشرع، وهو جهادي سابق قضى خمس سنوات في سجن أمريكي في العراق.
وكان الأمير محمد في مقدم من حضروا جلسة المنتدى التي استضافت الشرع الأربعاء.
كما عقد الزعيمان لقاءً ثنائياً شهد مناقشة "سبل التعاون الثنائي، لا سيما في مجالات الاستثمار والتعاون الاقتصادي، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية"، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
وفي تموز/يوليو، وقعت السعودية صفقات استثمار وشراكة مع سوريا بقيمة 6,4 مليارات دولار للمساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب.
كما أطلقت السعودية "ممراً إنسانياً" مع سوريا شهد منذ شباط/فبراير الفائت إرسال مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية العاجلة بالإضافة إلى أجهزة طبية ومعدات بناء وآليات لإزالة الأنقاض.
كما أجرى أطباء سعوديون متطوعون جراحات معقدة مثل القلب المفتوح وزراعة قوقعة الأذن خلال الأشهر الماضية.
وفي نيسان/أبريل، تعهدت السعودية، إلى جانب قطر، بتسوية 15 مليون دولار من ديون سوريا للبنك الدولي.
ورافق الشرع خلال زيارته إلى الرياض، وهي الثالثة منذ وصوله للسلطة، وفد وزاري رفيع يضم وزراء الخارجية والاقتصاد والاستثمار والاتصالات، بحسب مسؤول في الرئاسة السورية.
ومنذ أشهر، يجوب الشرع العالم ويلتقي قادته، بمن فيهم خصومه السابقون في روسيا، سعياً منه لحشد الدعم الدبلوماسي والاقتصادي للحكومة السورية الجديدة.
وقال الشرع الأربعاء "خلال السنوات الـ 14 الماضية ... جرب الناس أن تكون سوريا بلداً مضطرباً موّلداً للأزمات. جرب الناس أن تكون سوريا مصدّرة لهجرة البشر ومصدرة للكبتاغون" الذي عول عليها نظام الأسد في شكل كبير.
وعاد أكثر من مليون لاجئ سوري من الخارج، وعاد ما يقارب ضعف هذا العدد إلى مدنهم وبلداتهم بعد نزوحهم داخل البلاد، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
