كركوك على مفترق طرق.. آمال وهموم السكان في قلب الحملات الانتخابية
أربيل (كوردستان 24)- مع اقتراب موعد الانتخابات، تعيش مدينة كركوك، المعروفة بتاريخها الغني وتنوعها السكاني، حالة من الترقب الممزوج بالهموم والآمال.
في قلب هذه المدينة النابضة بالحياة والتحديات، تتصاعد أصوات المواطنين والمرشحين، حاملةً معها مطالب متراكمة ورؤى متباينة لمستقبل المدينة.
كاميرا كوردستان 24 تجولت في شوارع كركوك وأسواقها، ورصدت نبض الشارع الكركوكي، مستمعةً إلى شكاوى المواطنين وتطلعاتهم، في وقت تتزين فيه المدينة بملصقات المرشحين الانتخابية التي تعد بمستقبل أفضل.
هموم خدمية ومعيشية في صدارة المشهد
يعاني سكان كركوك، بمختلف مكوناتهم، من مشاكل خدمية متجذرة. شوارع متهالكة، ونقص في الخدمات الأساسية، وانتشار للبطالة، كلها هموم يومية تؤرق المواطنين.
يقول أحد سكان المدينة: "نأمل أن يزداد نفوذ الكرد في هذه المدينة. يجب أن نشارك في الانتخابات، لكننا خُدعنا كثيراً في الماضي. على الأحزاب الك,ردية أن تتحد وتعمل لمصلحة كركوك".
ويضيف مواطن آخر، وهو صاحب محل، أن الانقسام بين الأحزاب الكردية يضعف موقفهم: "يجب أن تكون كرديتنا فوق الانتماءات الحزبية. لو كانت الأحزاب متحدة، لما احتجنا لأصوات كثيرة لتحقيق الفوز. للأسف، كل حزب يعمل بشكل منفصل".
المرشحون يتعهدون بالتغيير
في خضم هذه الأجواء، يبرز مرشحون جدد، خاصة من النساء، اللاتي يحملن برامج انتخابية تركز على إعادة بناء الثقة وخدمة المدينة. شهين حسون حمزة سعيد ، مرشحة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهي ابنة شهيد بيشمركة، تؤكد على أهمية الدفاع عن هوية كركوك. وتقول: "البيشمركة رمز وشرف لكردستان. وجود علم آخر على تمثال البيشمركة أمر مؤلم. سأناضل في البرلمان من أجل هذه القضايا".
من جهتها، تؤكد المرشحة هتاو محمد، وهي معلمة ومدربة، أن هدفها هو نقل تجربة إقليم ك,ردستان الناجحة في الإعمار والتعايش إلى كركوك. وتقول: "أدعو الجميع، كإخوة لي، إلى التصويت بقوة. يجب أن يكون للكرد موقع قوي في كركوك. أعدكم بأن أكون صوتكم وأنقل مطالبكم بجدية."
قضية الهوية والتمثيل السياسي
تظل قضية الهوية والتمثيل السياسي محور النقاشات في كركوك. يشير العديد من المواطنين إلى أن التمييز في التوظيف والخدمات لا يزال قائماً. يقول أحد المواطنين: "التعيينات في كركوك قليلة جداً بالنسبة للكرد. نرى بأعيننا كيف يتم التمييز ضدنا".
وتعلق المرشحة شيرين حسون على هذا الأمر قائلة: "أكبر مشكلة في كركوك هي قضية السيادة. قوتنا تكمن في تصويتنا. بسلطة أصواتكم، يمكننا إعادة حقوقنا. نريد أن نعيد الأمان والخدمات التي كانت موجودة في أربيل والسليمانية إلى كركوك".
مستقبل غامض وآمال معلقة
بين وعود المرشحين وشكوك المواطنين، يبقى مستقبل كركوك معلقاً بنتائج الانتخابات القادمة. هل ستتمكن الوجوه الجديدة من إحداث التغيير المأمول؟ وهل ستتوحد القوى الكردية للدفاع عن حقوق مكونها في هذه المدينة الاستراتيجية؟ أسئلة تنتظر إجاباتها في صناديق الاقتراع، التي ستحمل معها مصير "قلب كوردستان".
كامران حاجي عمر مقدم البرنامج: (متحدثاً إلى المرشحتين) "الناس هنا يطلبون الخدمات الأساسية والتوظيف وفرص العمل. هل يمكنكم تحقيق ذلك؟ أنتم تعلمون أن بغداد لا تخضع لإرادة كوردستان، ولديها سياساتها الخاصة."
إعداد: كوردستان24عربية من برنامج (ج باسه) الذي يبث على شاشة القناة
