تشويش واسع يصيب أنظمة الـGPS في بغداد.. خسائر مالية وشلل في خدمات التوصيل

أربيل (كوردستان 24)- يشكو العاملون في مجال توصيل الطلبات والنقل من صعوبات كبيرة في أداء أعمالهم بعد تعرض تطبيقات GPS في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات إلى تشويش واسع النطاق منذ أيام، ما أدى إلى تعطّل قدرة السائقين على تحديد مواقع الزبائن بدقة، وتكبدهم خسائر مالية كبيرة.

يقول أحمد، وهو أحد سائقي التوصيل، إن المشكلة أربكت عملهم بالكامل: "الموقع لا يعمل بشكل صحيح، فعندما نكون في حي الداخلية مثلاً، يظهر لنا التطبيق أننا في منطقة البياع أو مكان آخر بعيد تمامًا. وعندما نخبر الزبون أننا أمام منزله، يقول إننا في غير الموقع الصحيح. لقد تضررنا كثيرًا لأن هذا هو مصدر رزقنا، وتوقف التطبيقات يعني توقف عملنا".

أما عماد، وهو سائق آخر، فيؤكد أن التشويش كبّدهم خسائر مالية ملموسة: "حالياً، كل طلب أخسر فيه حوالي 700 دينار بسبب الإلغاء المتكرر من الزبائن وانخفاض التقييم الذي نحصل عليه من الشركات. الوضع أصبح مرهقًا جدًا".

أسباب أمنية محتملة

ورغم عدم صدور أي توضيح رسمي حتى لحظة إعداد هذا التقرير، أشار خبراء في الشأن الأمني إلى احتمال ارتباط التشويش بعوامل خارجية أو بترتيبات أمنية خاصة داخل العاصمة.

يقول الخبير الأمني صفاء الأعسم إنّ ما يجري قد يكون جزءًا من إجراءات أمنية مرتبطة بزيارة وفود حساسة أو تطورات إقليمية: "هناك تهديدات إسرائيلية كبيرة ضد إيران في الفترة الأخيرة، واحتمال تنفيذ ضربات جوية. هذا النوع من التشويش قد يكون مرتبطًا بتعطيل حركة الطائرات أو الحدّ من مراقبتها. كما يُحتمل أن يكون سبب التشويش هو وصول الفريق الخاص بالمبعوث الأمريكي إلى العراق (مارك سافايا)، ضمن ترتيبات أمنية مشددة".

خسائر بمئات الملايين يومياً

من جهتهم، يحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار التشويش على أنظمة تحديد المواقع قد يؤدي إلى خسائر مالية تقدّر بمئات الملايين من الدنانير يومياً، نتيجة تعطّل خدمات التوصيل، والنقل، والشركات اللوجستية التي تعتمد بشكل رئيس على أنظمة الملاحة الإلكترونية.

وفي وقت يترقب المواطنون والسائقون صدور توضيح رسمي حول أسباب التشويش ومدى استمراره، يبقى السؤال مطروحًا: هل هو خلل تقني مؤقت أم إجراء أمني محسوب سيطول أثره على الاقتصاد والخدمات اليومية في العراق؟

 

تقرير: سيف علي – كوردستان24 – بغداد

 
Fly Erbil Advertisment