ورشة في ألمانيا تدعو إلى الاعتراف بحق التعليم بلغات الأم في سوريا

أربيل (كوردستان24)- في مدينة لوكوم التابعة لولاية هانوفر الألمانية، نظم المركز الأوروبي للدراسات الكوردية بالتعاون مع الأكاديمية الإنجيلية في لوكوم، ورشة عمل بعنوان "اللغة والهوية"، شارك فيها عدد من الأكاديميين والنشطاء والمهتمين بالشأن الثقافي السوري.
ركزت الورشة على نظام التعليم في سوريا، ولا سيّما في مناطق شمال وشمال شرق البلاد، حيث ألغت الإدارة الذاتية العمل بالمناهج الحكومية الرسمية، معتمدةً بدلاً منها مناهج محلية متعددة اللغات، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً داخل سوريا وخارجها.

قال حواس عكيد، رئيس منظمة السلام والحرية، إن : "التعليم باللغة الأم حقٌّ أساسي لجميع المكوّنات، ويجب على الدولة السورية أن تتبنى نظاماً تعليمياً يضمن حق كل فرد في التعلم بلغته الأم."

وأكد أن إقصاء اللغات المحلية عن المدارس يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان الثقافية، ويؤدي إلى تهميش الهويات القومية والدينية ضمن المجتمع السوري المتعدد.

من جانبه، صرّح علي إبراهيم، رئيس رابطة العلويين السوريين في أوروبا، أن: "النظام السابق في سوريا اعتمد لعقود سياسة تقوم على فرض هوية واحدة، ودين واحد، ولغة واحدة، ومنع الاعتراف بالتعددية الثقافية."

وأضاف أن هذه السياسات الإقصائية كانت سبباً رئيسياً في تنامي التوترات الاجتماعية والطائفية، وأن الحل الحقيقي يكمن في إقرار نظام تعليمي شامل يحترم هوية كل مكوّن، ويضمن حق التعليم بلغات الأمهات.

نحو نظام تعليمي جامع تأتي هذه الورشة في وقتٍ تشهد فيه مناطق شمال وشرق سوريا خلافات حادة حول المناهج الدراسية، إذ ترفض دمشق الاعتراف بالمناهج المحلية المعتمدة من قبل الإدارة الذاتية، بينما تعتبر الأخيرة أن هذه المناهج تعكس التنوع الثقافي واللغوي في سوريا.

ورأى منظمو الورشة أن هذه السياسات التعليمية المنغلقة قد تشكل تهديداً لمستقبل الأجيال القادمة، إذا لم تُحلّ بطريقة قانونية ودستورية تحفظ حق الجميع في التعليم، والانتماء، والهوية.

وأكد المشاركون في ختام الورشة أن الهدف من هذه الأنشطة هو فتح قنوات حوار أكاديمية وحقوقية حول مستقبل التعليم في سوريا، والعمل على وضع تصوّر جديد يضمن العدالة والمساواة في الفرص التعليمية لجميع مكونات الشعب السوري.

 
Fly Erbil Advertisment