بريق الذهب يبهت في بغداد.. ارتفاع الأسعار يطفئ فرحة المقبلين على الزواج

أربيل (كوردستان24)- لم يعد سوق الذهب في بغداد يعج بالزبائن كما كان في السابق. حالة من الركود غير المسبوق تخيم على محال الصاغة، بعد أن كان هذا المعدن الثمين زينة الأعراس وملاذ المدخرين. فالارتفاع الكبير في أسعار الذهب عالمياً ومحلياً ألقى بظلاله الثقيلة على جيوب المواطنين، وحوّل الحلم بتكوين أسرة إلى كابوس اقتصادي يؤرق الشباب.

أمير، صاحب إحدى شركات الذهب، يصف الوضع الحالي بشبه غياب للمشترين. ويشير في حديثه لـكوردستان24، إلى أن ارتفاع الأسعار لم يؤثر فقط على حركة البيع والشراء، بل انعكس سلباً على حالات الزواج نفسها. ويوضح قائلاً: "الزواج اللي ديصير هسه... يتفقون على كميات الذهب، هذا أثر حتى على الزواج. الزبون من يريد يخطب، هذا أثر عليه".

ويشرح أمير كيف تضاعفت تكاليف المهر المتفق عليه، مضيفاً: "متفقين على صيغة كم غرام، الكم غرام هذا إذا كان يسوي 3 ملايين، هسه يسوي تقريباً 6 ملايين. هذا قلل من الإقبال على الذهب والإقبال على الزواج". ويؤكد أن الوضع دفع بالكثيرين إلى الاكتفاء بشراء "الحلقات" فقط، وتأجيل بقية المصاغ على أمل انخفاض الأسعار، وهو أمل يبدو بعيد المنال، حيث يقول: "على المدى البعيد، الذهب ما أعتقد ينزل".

هذه الأزمة دفعت المواطنين إلى البحث عن حلول بديلة. أحد الرجال يقترح حلاً يراه إيجابياً، وهو استبدال الذهب بمبلغ مالي ثابت يتم الاتفاق عليه. ويقول: "إذا استبدلنا موضوع الذهب بمورد آخر، كان يكون موضوع مالي أو أي شيء آخر، هذا شيء إيجابي".

في المقابل، ترى إحدى السيدات أن الحل يكمن في تغيير الأولويات لدى العائلات والنساء. وتوجه رسالة قائلة: "أشوف على العوائل، على الأمهات، على النساء، أنه هي مو الحياة الزوجية فقط بالذهب وبالفلوس، لا، إنه هي تختار الشخص المناسب". وتضيف أن الذهب ليس أساس السعادة، معتبرة أن "الحياة السعيدة مع الزوج" هي الأهم، ويمكن تعويض الذهب لاحقاً عندما تتحسن الظروف: "ممكن إنه من ينزل الذهب، راح يعوضني ياه".

ومع توقعات الخبراء الاقتصاديين بأن سعر مثقال الذهب قد يتجاوز حاجز المليون دينار عراقي في الفترة المقبلة، فإن التبعات الاجتماعية لهذه الأزمة قد تكون وخيمة، وأبرزها هو انحسار فرص الزواج أمام الشباب، مما يهدد بنية المجتمع على المدى الطويل.


تقرير: سيف علي – كوردستان24 - بغداد

 
Fly Erbil Advertisment