"الذهب الأحمر" في كرمنشاه.. زراعة الزعفران تزدهر وتُحقق قفزة نوعية في شرق كوردستان
أربيل (كوردستان24)_ مع حلول فصل الخريف، تزينت حقول محافظة كرمنشاه باللون البنفسجي، مُعلنةً بدء موسم حصاد "الذهب الأحمر". فمنذ عدة أيام، انهمك المزارعون في جني زهور الزعفران، المحصول الذي شهد نمواً استثنائياً في المنطقة خلال العقد الأخير، محوّلاً كرمنشاه إلى المُنتِج الأول للزعفران على مستوى شرق كوردستان(ايران).
من 50 إلى 810 هكتارات.. قصة نجاح زراعي
خلال اثني عشر عامًا فقط، شهدت زراعة الزعفران في المحافظة قفزة هائلة، حيث ارتفعت المساحات المزروعة من 50 هكتارًا إلى 810 هكتارات. ولم تعد هذه الزراعة مقتصرة على مركز المحافظة، بل امتدت لتشمل مدناً أخرى مثل دالاهو، وسنقر، وصحنة، وهرسين، وكنكاور، وجيلان. ومن المتوقع أن يصل إنتاج هذا العام إلى ما يقرب من خمسة أطنان، مما يعكس النجاح الكبير الذي حققه المزارعون.
اللافت في الأمر أن غالبية المزارعين الذين تبنوا هذه الزراعة هم من أتباع الديانة اليارسانية، الذين وجدوا في زراعة الزعفران فرصة اقتصادية واعدة.
أصوات من الحقول: دخل أفضل وملاءمة للبيئة
يعبر المزارعون عن رضاهم الكبير عن هذا المحصول، الذي أثبت جدواه الاقتصادية وملاءمته لبيئة المنطقة.
يقول حسن قنادي، أحد المزارعين من قرية تابعة لمدينة دالاهو: "مناخ هذه المنطقة ملائم جدًا لزراعة الزعفران. أنا أعمل في هذا المجال منذ حوالي 12 عامًا، وقد وجدنا أن زراعته أفضل بكثير من المحاصيل التقليدية كالقمح والشعير والحمص."
من جانبه، يؤكد سعيد بيري كامراني، وهو من أوائل من أدخلوا زراعة الزعفران إلى قريته في عام 2011، على الفوائد الاقتصادية للمحصول قائلاً: "لقد كنت أول من زرع الزعفران في هذه المنطقة. بالفعل، إنه يوفر دخلاً جيدًا جدًا وفرص عمل لسكان المنطقة، خاصة أنه لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وهو ما يتناسب مع طبيعة منطقتنا التي تعاني من شح المياه".
جودة عالمية وطموحات للتصدير
بفضل طبيعتها الجغرافية والمناخية، يُصنّف الزعفران المنتج في كرمنشاه ضمن أجود الأنواع على مستوى العالم. وبامتلاكها أكثر من 910 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية الصالحة، تطمح المحافظة لأن تصبح أحد الأقطاب العالمية الرئيسية في إنتاج وتصدير الزعفران.
ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو ضرورة توفير بنية تحتية صناعية متطورة لتجهيز وتعبئة هذا المنتج الثمين، مما سيمكن من تصديره إلى الأسواق العالمية، وتحويله إلى مصدر دخل أساسي ومستدام لمزارعي المنطقة، وتعزيز مكانة كرمنشاه على خريطة "الذهب الأحمر" العالمية.
