خبير اقتصادي: استثمار "إكسون موبيل" لحقل مجنون يحدّ من قدرة إيران على الالتفاف على العقوبات
أربيل (كوردستان24)- قال المحلل الاقتصادي نبيل المرسومي إن المفاوضات الجارية لعودة شركة إكسون موبيل الأميركية لاستثمار حقل مجنون النفطي تحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز الجانب الاقتصادي، مؤكداً أن الحقل يعد من أبرز الحقول المشتركة بين العراق وإيران، ما يمنح هذا التطور أهمية سياسية كبيرة.
وأوضح المرسومي في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، أن حقل مجنون في الجانب العراقي يقابله حقل "أزادغان" العملاق داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما أتاح لطهران عبر السنوات الماضية تمرير جزء من إنتاجها النفطي على أنه نفط عراقي لتفادي العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وأضاف أن دخول شركة أميركية بحجم إكسون موبيل إلى الحقل يعني عملياً فرض رقابة دولية مباشرة على إنتاج الحقل وحركة النفط الخام فيه، الأمر الذي سيُضعف قدرة إيران على الالتفاف على العقوبات من خلال المزج أو التهريب عبر الحدود النفطية المشتركة.
وتابع المرسومي أن اختيار "إكسون موبيل" لحقل مجنون لم يكن صدفة، وإنما جاء ضمن إستراتيجية أميركية لتعزيز النفوذ في قطاع الطاقة العراقي، وتقليص الحضور الروسي والصيني، مشيراً إلى أن الشركة ستعمل وفق نموذج مشارَكة في الأرباح أو الإنتاج، وليس عقود الخدمة التقليدية.
وأشار إلى أن حقل مجنون لا يمثل مجرد موقع إنتاجي، بل هو واحد من أكبر الحقول النفطية في العالم باحتياطي يبلغ نحو 38 مليار برميل، وتطويره يعد ركيزة أساسية لتحقيق هدف العراق بإنتاج 7 ملايين برميل يومياً خلال السنوات المقبلة.
واختتم المرسومي بأن وجود إكسون موبيل في حقل مشترك مع إيران سيغيّر قواعد اللعبة، ليس فقط في سوق الطاقة، بل في ميزان النفوذ السياسي الإقليمي، لافتاً إلى أن الرسالة الأميركية واضحة: النفوذ في العراق يمر عبر السيطرة على حقوله الكبرى وحدوده النفطية المشتركة.
