الإيكونومست تكشف: هكذا تحوّلت الجامعات العراقية إلى مختبرات نفوذ لصناعة الطائرات المسيرة للمليشيات
أربيل (كوردستان 24)- بحسب تقرير لمجلة الإيكونومست البريطانية، يتعرّض نخبة طلاب الهندسة المتفوّقين في الجامعات العراقية لعمليات استغلال ممنهجة ضمن برامج تصنيع الطائرات المسيّرة التي تشرف عليها المليشيات المسلحة، والتي باتت - وفق التقرير - تفرض نفوذها الكامل على وزارة التعليم العالي.
كما يكشف التقرير عن توسّع ظاهرة شراء الدرجات الأكاديمية العليا عبر قنوات مرتبطة بالحركة، ومنح مناصب أكاديمية وإدارية لمن يقدّم الولاء قبل الكفاءة، وهو ما انعكس سريعًا على سمعة الجامعات العراقية التي تشهد تدهورًا حادًا.
وينقل التقرير تحذيرات القيادي الأكاديمي والوزير السابق في التيار الصدري ضياء الأسدي الذي أكد أن استمرار هذا النهج "سيُشعل احتجاجات واسعة، وسيعبّر الناس عن غضبهم علنًا".
وتشير المعطيات إلى أن الميليشيا أحكمت قبضتها على وزارة التعليم العالي بكل مفاصلها، من الإدارات الرئيسة في الجامعات إلى مديريات الوزارة، وأقصت كفاءات مستقلة وراسخة في مجالاتها.
كما دفعت بموالين لها إلى مواقع علمية وإدارية حسّاسة، وسيطرت على مشاريع مالية ضخمة داخل الجامعات، وهيمنت على الاتحادات الطلابية، وأعادت تشكيل سياسات القبول والترقيات بما يخدم مصالحها.
وتؤكد مصادر التقرير أن إمكانات الوزارة استُخدمت في مشاريع ذات طبيعة عسكرية، تشمل تطوير الطائرات المسيّرة وتقنيات محظورة، لصالح أذرع ميليشياوية تعمل خارج إطار الدولة.
كما مُنحت استثناءات واسعة لقبول طلاب وعناصر غير مؤهلين للدراسة الجامعية، بينما حصل آخرون على درجات أعلى دون استحقاق، وسط مزاعم متزايدة عن "شراء الدرجات" مقابل الولاء.
هذه الممارسات، وفق التقرير، تقوّض معيارية التعليم وتحوّل الجامعات إلى منصات نفوذ بدلاً من كونها مؤسسات لإنتاج المعرفة.
وبفعل هذا الواقع، تتراجع الجامعات العراقية من دورها في تخريج الكفاءات المستقلة إلى التحوّل لمعامل نفوذ ترفد الفصائل بموارد بشرية وتقنية وتُستخدم لترسيخ مكاسبها داخل الدولة.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن وزارة التعليم ستعاني طويلاً من آثار هذه السيطرة، وفي مقدمتها تآكل الحياد الأكاديمي، وتراجع المساحات العلمية الحرة، وتسخير قدرات الوزارة لأهداف ميليشياوية داخل العراق وخارجه.
