رحيل أفيخاي أدرعي... صوت إسرائيل بالعربية يترجل بعد عقدين من الحرب الإعلامية

أربيل (كوردستان24)- في تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، كُشف عن نية أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، مغادرة منصبه بعد عشرين عاماً من الظهور المتواصل في الواجهة الإعلامية الناطقة بالعربية.

الخبر شكّل مفاجأة للمتابعين في العالم العربي والإسرائيلي على حد سواء، إذ يعدّ أدرعي أحد أكثر الشخصيات الإسرائيلية شهرة وتأثيراً في الشرق الأوسط، حتى وصفه بعض الإعلاميين العبريين بأنه "اليهودي الأكثر شهرة في العالم العربي".

من الاستخبارات إلى الواجهة العربية

بدأ أدرعي مسيرته العسكرية في الوحدة 8200 التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، وهي من أهم الوحدات التجسسية في إسرائيل. ومع نهاية خدمته هناك، تم اختياره لرئاسة قسم الإعلام العربي في مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

كان أول ظهور إعلامي بارز له خلال عملية "فك الارتباط" أو الانسحاب من غزة عام 2005، حين نال رتبة نقيب، قبل أن يترقى تدريجياً حتى وصل إلى رتبة عقيد، متولياً مهمة التحدث باسم الجيش الإسرائيلي للعالم العربي.

منبر إعلامي داخل الساحة العربية

تحوّل أدرعي مع مرور الوقت إلى وجه مألوف في الإعلام العربي، عبر مقابلات متكررة مع محطات عربية، وحسابات نشطة على مختلف المنصات الاجتماعية، حيث يتابعه ملايين المستخدمين.

وبحسب تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، استغل الجيش الإسرائيلي تلك المنصات التي يديرها أدرعي لنشر خرائط وتحذيرات موجهة لسكان غزة ولبنان واليمن وحتى إيران خلال الحرب الأخيرة، تحت غطاء "الإنذار المسبق" للمدنيين.

تهديدات ومحاولات اغتيال

مسيرة أدرعي لم تخلُ من المخاطر، فقد تلقّى تهديدات متكررة بالقتل منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، وتجددت تلك التهديدات بعد حرب غزة (2008-2009). وفي فبراير 2024، أحبطت أجهزة الأمن الإسرائيلية محاولة فلسطيني من الخط الأخضر لاغتياله قرب أحد المطاعم.

استثمار الشهرة في الحرب النفسية

خلال الحرب الأخيرة على غزة وجبهات أخرى، عمل المتحدث العسكري الإسرائيلي العميد دانيال هاغاري على استثمار الانتشار الواسع لأدرعي لتكثيف الحملات الإعلامية عبر "تلغرام" وشبكات التواصل الاجتماعي. وذكرت صحيفة "معاريف" أن أدرعي كان يُستخدم كأداة فعالة في "الحرب النفسية" الموجهة للعرب.

غياب الخصوم وصعود البديلة المحتملة

بعد مقتل أبرز الناطقين باسم الفصائل المسلحة مثل "أبو عبيدة" و"أبو حمزة" و"محمد عفيف"، ظل أدرعي الصوت الإسرائيلي الوحيد تقريباً في المشهد العربي.

لكن وفق تقارير إسرائيلية، يستعد الجيش لاختيار بديل له من بين ثلاثة مرشحين، أبرزهم الكابتن إيلا واوية، نائبته الحالية، وهي من أصول فلسطينية من مدينة قلنسوة داخل الخط الأخضر. وقد بدأت بالفعل بالظهور في مقاطع مصوّرة على حساب أدرعي الرسمي، وتقول في تصريحاتها إن "الإعلام ساحة معركة لا تقل ضراوة عن ميادين القتال".

المصدر: وكالات

 
Fly Erbil Advertisment