سباق المليون مسيّرة: هل يواجه الجيش الأميركي مهمة تفوق طاقته؟

تحليق مسيّرات للجيش الكوري (ج) خلال مناورات مشتركة مع الولايات المتحدة في بوتشون عام 2023 (أسوشيتدبرس)
تحليق مسيّرات للجيش الكوري (ج) خلال مناورات مشتركة مع الولايات المتحدة في بوتشون عام 2023 (أسوشيتدبرس)

أربيل (كوردستان 24)- نشرت مجلة "ناشونال إنترست" تقريراً تناول خطة الجيش الأميركي لإنتاج مليون طائرة مسيّرة سنوياً، في ظل قناعة متنامية داخل واشنطن بأن هذا الرقم قد لا يكون كافياً إذا اندلع صراع بين القوى الكبرى، خاصة في ظل قدرة القاعدة الصناعية الصينية على تصنيع ما لا يقل عن ثمانية ملايين مسيّرة سنوياً.

يوضح التقرير أن الجيش الأميركي بات مقتنعاً بأن ساحات القتال الحديثة تغيّرت جذرياً، وأن الأنظمة غير المأهولة أصبحت جزءاً محورياً في العمليات العسكرية، بعد أن كانت المنصات المأهولة تهيمن على هذه المهام. ويربط التقرير هذا التحول بالدروس المستقاة من النزاعات في القوقاز وأفريقيا والشرق الأوسط وأوكرانيا.

يشير التقرير إلى أن القاعدة الصناعية الأميركية تنتج حالياً نحو 50 ألف مسيّرة سنوياً فقط، ما يُبرز الفجوة الكبيرة بين الواقع والهدف.

ويشرح أن أحد أبرز التغييرات يتمثل في توجه الجيش نحو التعامل مع العديد من المسيّرات باعتبارها معدات منخفضة التكلفة وقابلة للاستهلاك، خلافاً للطائرات المتقدمة مثل MQ-1 وMQ-9 التي شكّلت عماد مرحلة "الحرب على الإرهاب".

ويستند هذا التوجه إلى خبرة الحرب الأوكرانية، حيث استُخدمت المسيّرات الرخيصة بكثافة في الاستطلاع وتصحيح النيران وتنفيذ ضربات محدودة، وفق ما نقله موقع يورونيوز.

لتحقيق هذه القفزة الإنتاجية، أطلق الجيش الأميركي استراتيجية صناعية جديدة بين القطاعين العام والخاص تحت اسم "SkyFoundry"، وتهدف إلى توطين تصنيع مكوّنات المسيّرات، مثل المحركات وأجهزة الاستشعار والبطاريات والدوائر الإلكترونية، بهدف بناء سلسلة توريد قادرة على الاستجابة السريعة في حالات الأزمات.  

ويعدّ التقرير أن هذه الخطوة تأتي أيضاً بسبب الاعتماد الواسع على المكونات الصينية، وهو ما يمثّل نقطة ضعف في ضوء التوترات الجيوسياسية.  

إلى جانب توسيع الإنتاج، يشير التقرير إلى أن الجيش الأميركي يطوّر بالتوازي أدوات دفاعية لمواجهة المسيّرات المعادية، تشمل المقذوفات الشبكية، والأدوات الكهرومغناطيسية، وتقنيات تفجير جديدة. ويوضح أن الاستراتيجية لا تقتصر على تعزيز القدرات الهجومية فحسب، بل تشمل بناء منظومة دفاعية متكاملة ضد التهديدات غير المأهولة.

عالمية: أرقام ضخمة تضع واشنطن تحت الضغط

في سياق المقارنة، يذكر التقرير أن روسيا وأوكرانيا تنتجان حالياً نحو أربعة ملايين مسيّرة سنوياً، فيما قد تتجاوز قدرة الصين ثمانية ملايين طائرة، معظمها للاستخدام المدني لكن قابلة للتسليح. ويرى التقرير أن هذه الأرقام تضع الولايات المتحدة في موقع ضعيف داخل أي صراع محتمل مع قوة كبرى.

تحديات التوسّع الصناعي وسقف القدرة على التعويض 

يشير التقرير إلى أن زيادة الإنتاج بالوتيرة المطلوبة ستواجه تحديات كبيرة، من بينها الوقت الطويل اللازم لتصنيع الآلات الخاصة بالمكوّنات، والصعوبات اللوجستية في توسيع خطوط الإنتاج، إضافة إلى استمرار اعتماد أجزاء من سلسلة التوريد على السوق الصينية.

كما يلفت إلى أن التعامل مع المسيّرات باعتبارها معدات قابلة للاستهلاك قد يؤدي إلى خسائر ميدانية كبيرة، قد تتجاوز القدرة على التعويض، حتى لو بلغ الإنتاج مليون مسيّرة سنوياً، في حال حدوث تطورات غير مواتية في ساحة القتال.

هدف طموح بلا ضمانات 

يخلص تقرير "ناشونال إنترست" إلى أن هدف إنتاج مليون مسيّرة سنوياً يمثّل تحولاً استراتيجياً بارزاً في رؤية الجيش الأميركي للمستقبل العسكري، لكنه لا يشكل ضمانة للتفوق الميداني.

ومع ذلك، يرى التقرير أن نجاح الجيش في تعزيز سلسلة الإمداد، وتبسيط عمليات التصنيع، ودمج المسيّرات ضمن وحداته، قد يمنحه مرونة أكبر وقدرة أعلى على خوض الصراعات المستقبلية.

 
Fly Erbil Advertisment