قلعة "زيجى منيجه" في كرمنشاه.. شاهد على عظمة العصر الساساني ينتظر الاهتمام
أربيل (كوردستان24)- على مقربة من قرية "باطاق" التابعة لمدينة سربيل زهاب في محافظة كرمانشاه، يقف مبنى حجري قديم شامخاً، شاهداً على تاريخ يعود إلى العصر الساساني.
يُطلق أهالي المنطقة على هذا الموقع الأثري اسم "زيجى منيجه". ويتألف هذا المعلم التاريخي من بناء حجري مستطيل الشكل من طابق واحد، يبلغ طوله 70 متراً وعرضه 50 متراً. ولا تزال آثار أربعة أبراج قائمة في زوايا البناء، كما كان يوجد برجان أصغر حجماً بين كل برجين رئيسيين.
ورغم ذلك، لم يحسم علماء الآثار بعد ما إذا كان الموقع يستخدم كخان للمسافرين (كاروانسراي) أم كحصن عسكري.
يقول رامين نازري، أحد سكان قرية باطاق، لكوردستان24: "بحسب الباحثين وما توارثناه، يعود تاريخ قلعة زيجي منيجه إلى العصر الساساني، أي قبل حوالي 1400 عام. وقد صُمم هذا البناء بمواده القديمة ليكون ملاذاً آمناً ضد البرد والحروب والفيضانات".
يقع مدخل القلعة في الجهة الغربية، بينما لا تزال في جهتها الشرقية آثار قناة مائية يُعتقد أنها كانت المصدر الرئيسي لتزويد الموقع بالمياه. وفي وسط البناء، يوجد نفق كبير يحيط به 14 دالاناً (غرفة مقوسة)، سُقفت جميعها بأقواس نصف دائرية. وقد تهدمت معظم هذه الأقواس، ولم يتبق منها سوى اثنين في حالة سليمة.
ويوضح علي كريمي، وهو أيضاً من سكان القرية، أن "معظم الباحثين يعتقدون أن هذا البناء شُيّد في أواخر العصر الساساني، لكن هناك اختلافاً في الرأي حول استخدامه، فبينما يرى البعض أنه كان خاناً للمسافرين، يعتقد آخرون أنه كان استراحة ملكية".
ويضيف شاب آخر من سكان المنطقة أن القلعة "تتكون من قاعة مركزية تحيط بها غرف وممرات متعددة. وخلال العشرين عاماً الماضية، شهد الموقع عدة أعمال تنقيب وترميم، أُضيفت خلالها أجزاء جديدة إلى البناء الأصلي".
وبالقرب من هذا الموقع، وفي قلب جبل باطاق، يقع مدفن صخري يُعرف محلياً باسم "كل داود"، ويعود تاريخه إلى العصر الميدي. وتتميز عمارته وأقواسه وبواباته بالطراز المعماري لأواخر العصر الساساني.
يُذكر أن هذا الموقع الأثري قد تم تسجيله في عام 2005 ضمن قائمة الآثار الوطنية الإيرانية من قبل منظمة التراث الثقافي في البلاد.
