داود أوغلو من دهوك: حان الوقت لإنهاء "منهجية سايكس بيكو"

أربيل (كوردستان 24)- وجه رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركي الأسبق، البروفيسور أحمد داود أوغلو، تحذيراً شديد اللهجة من مخاطر الانزلاق إلى "منهجية سايكس بيكو" في إدارة الشرق الأوسط، داعياً إلى تبني رؤية جديدة تقوم على السلام والتعاون الإقليمي الشامل. جاء ذلك في كلمة رئيسية ألقاها ضمن فعاليات "منتدى الشرق الأوسط للسلام والأمن" (MEPS25) الذي عُقد في دهوك من قبل الجامعة الامريكية، بإقليم كوردستان العراق.

استهل داود أوغلو خطابه بالإعراب عن شكره العميق للرئيس مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني، على دعوته للمشاركة في المنتدى للمرة الثانية. وهنأ المنظمين على "الأداء المتميز" للجلسات، مؤكداً أن توقيت المنتدى "مناسب للغاية" كونه يمثل أول تجمع لقادة عراقيين بارزين بعد الانتخابات الأخيرة، معرباً عن تمنياته بالنجاح لحكومة بغداد وحكومة إقليم كوردستان في تعاونهما لتحقيق مستقبل مزدهر.

وقال داود أوغلو: "إذا تحقق السلام والازدهار في العراق، فهذا يعني السلام والازدهار لتركيا. لا يوجد اختلاف. يجب أن نتوقف عن معاملة جيراننا كأعداء، بل كجزء من مصيرنا المشترك."

نقد لمنهجية "إدارة الأزمات"

انتقل داود أوغلو إلى جوهر الأزمة الإقليمية، مشيراً إلى أن القضية الأهم في الشرق الأوسط تتمثل في منهجية الإدارة. وشدد على أن المنطقة لا يجب أن تدار وفقاً لمنطق "إدارة الأزمات" بل وفقاً لرؤية إستراتيجية جديدة.

"لا يمكننا السماح لمنهجية سايكس بيكو بأن تعود. لقد خلقت تقسيمات عميقة، واليوم نرى العالم يعالج الأزمات في المنطقة من منظور سايكس بيكو القديم."

وحذر من محاولات فرض نموذج إسرائيلي جديد في المنطقة، مؤكداً أن هذا سيزيد من التفكك ويؤدي إلى "تأثيم" المنطقة جيوسياسياً وجيواقتصادياً وثقافياً. وأكد أن أي نظام جديد يُبنى على إقصاء الآخر أو مصالح دولة واحدة لن يكون مستداماً، مشيراً إلى أن محاولات تركيا السابقة في "صفر مشاكل" عانت من أزمات مع جيرانها (روسيا، اليونان، أرمينيا، والقضية الكوردية بشكل عام) لأنها لم تكن قائمة على أساس متين.

دعوة للوحدة الثقافية والتاريخية

دعا رئيس الوزراء التركي الأسبق إلى استعادة الروابط التاريخية والثقافية المقطوعة بين مدن المنطقة، مستشهداً بدمشق وديار بكر والبصرة وبغداد. ودعا إلى تجاوز الانقسامات العرقية والطائفية.

"يجب أن نعمل على إعادة توحيد الكورد والأتراك والعرب والفرس، وإعادة بناء الروابط الاقتصادية والثقافية والاجتماعية."

وأكد أن المنطقة بحاجة إلى "إحياء ثقافي وجيوسياسي" يقوم على التفاهم المشترك والتعاون، وليس على التقسيم والتفكيك.

القضية الفلسطينية كأولوية إنسانية

في إشارة مباشرة إلى الأحداث الأخيرة، أكد داود أوغلو على ضرورة دعم القضية الفلسطينية ووقف "الإبادة الجماعية" في غزة. وشدد على أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، قد أظهر عجزاً صادماً في التعامل مع هذه الأزمة.

"أنا لست ضد أمن إسرائيل، لكني ضد الإبادة الجماعية. يجب أن تكون هناك كرامة للشعب الفلسطيني. هذا هو هدفنا الأساسي."

وختم كلمته بتأكيد أن النظام الإقليمي الجديد يجب أن يهدف إلى السلام العادل والتعاون بين الجميع، ودعا قادة العراق في إقليم كوردستان والعراق الاتحادي إلى الوحدة والعمل معاً كأولوية وطنية.

 

 
 
Fly Erbil Advertisment