ريبر أحمد في منتدى MEPS25: ثقافة الحكم في العراق وسوريا كانت أخطر من التقسيم
أربيل (كوردستان24)- أعرب وزير الداخلية في حكومة إقليم كوردستان، ريبر أحمد، عن سعادته بالمشاركة مجدداً في منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط (MEPS25) الذي تنظمه الجامعة الأمريكية في كوردستان – دهوك، مؤكداً أن السلام يظل “أثمن وأقدس القيم” لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقال الوزير في مستهل كلمته إن فهم جذور الصراعات في الشرق الأوسط هو السبيل الأهم للوصول إلى حلول واقعية، مشيراً إلى أن اتفاقية سايكس–بيكو كانت وما تزال أحد أبرز أسباب الأزمات المتلاحقة.
وأضاف أن تلك المرحلة التاريخية لم تكن الخطر الأكبر بحد ذاتها، بل كانت الثقافة السياسية التي حكمت العراق وسوريا لعقود، حيث جرى تنصيب ملوك ومسؤولين من خارج المجتمع المحلي، وتُركت السلطة تتنقل بين الأيدي دون أن تُسلَّم للشعوب التي تعيش على هذه الأرض.
وأوضح أحمد أن “الكارثة كانت في الثقافة السائدة، ثقافة متشددة وعنيفة، كانت ترى الحكم في العراق وسوريا أمراً عادياً لا يحتاج إلى إصلاح أو مراجعة، ولهذا لم يتحقق السلام والاستقرار الحقيقيان”.
وأشار إلى أن المنطقة اليوم أمام خطر أكبر إذا لم تتم مواجهة جذور العنف وغياب الاستقرار، قائلاً:
“لو جلسنا لنتحدث عن أسباب عدم الاستقرار في العراق فلن ننتهي. المشكلة ليست فقط في النظام… المشكلة في الثقافة”.
وشدد وزير الداخلية على ضرورة اعتراف قادة العراق بأن تغيير النظام دون تغيير الثقافة كان خطأً كبيراً، داعياً إلى تبني ثقافة القبول المتبادل واحترام الاختلافات، مؤكداً:
“قُبلتُ كشخص كوردي في العراق، وقُبل غيري كعربي أو تركماني أو مسيحي… احترام هذه التعددية هو أساس السلام الدائم”.
كما أوضح أن التغيير الحقيقي في العراق وسوريا يبدأ من تغيير الأفكار والعقلية، مضيفاً أن النموذج الأكثر نجاحاً في الشرق الأوسط هو تجربة إقليم كوردستان التي أثبتت إمكانية تحقيق التعايش وبناء المؤسسات.
وتحدث أحمد عن الدستور العراقي بوصفه “أحد أكثر الدساتير تقدماً في الشرق الأوسط لدولة متعددة الأعراق والأديان”، لكنه شدد على أن جزءاً صغيراً جداً منه طُبّق على أرض الواقع، ما يجعل الإصلاح الثقافي وتحديث العقلية السياسية ضرورة ملحّة قبل أي شيء آخر.
وختم الوزير كلمته بتحذير من أن الشرق الأوسط سيظل في خطر ما لم تُحل الأزمات القومية والدينية، معرباً عن أمله في أن يشكّل هذا المنتدى “خطوة نحو السلام والاستقرار”.
