هل يمكن لـ "تشات جي بي تي" أن يكون مبدعًا حقًا؟ دراسة جديدة تكشف

أربيل (كوردستان 24)- في خضم الجدل العالمي حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي، هل يمكن للآلات أن تنافس البشر في المجالات الإبداعية؟.

أظهرت دراسة أسترالية جديدة أن تشات جي بي تي، بكل ما يملكه من قدرة على محاكاة النصوص والصور والألحان، يظل عاجزًا عن بلوغ مستوى الإبداع البشري الحقيقي، مهما تطورت تقنياته أو اتسع نطاق تدريبه.

تكشف الدراسة، التي أعدّها ديفيد كروپلي، أستاذ هندسة الابتكار في جامعة جنوب أستراليا ونُشرت في دورية "سلوك الإبداع"، أن النماذج اللغوية الضخمة مزودة بسقف يقيّد قدرتها الإبداعية.

وتخلص النتائج إلى المستوى الإبداعي الأقصى لهذه النماذج يصل إلى 0.25 على مقياس من 0 (انعدام الإبداع) إلى 1 (أقصى درجات الإبداع).

اعتمد كروپلي في حسابه على مبادئ معيارية، ليبيّن أن الذكاء الاصطناعي، رغم قدرته على محاكاة السلوك الإبداعي بشكل قد يبدو مقنعًا، إلا أنه لا يرتقي إلى مستوى الابتكار الحقيقي: "قدرة هذه النماذج لا تتجاوز مستوى الإنسان العادي، ولا يمكن أن تبلغ مستوى المحترفين أو الخبراء وفق مبادئ التصميم الحالية"، يقول. 

ويشير إلى أن نتائج الدراسة تكشف الخلل الأساسي في الاعتقادات السائدة حول قدرات الذكاء الاصطناعي، وتمنح وضوحًا ضروريًا في نقاش عالمي يختلط فيه الواقع بالمبالغة والتوقعات غير الدقيقة، فإنتاج القصص أو القصائد أو الصور لا يعني الإبداع بذاته، لأن النماذج اللغوية تتدرّب على محتوى موجود مسبقًا، وتستجيب للمطالبات وفق أنماط تعلّمتها، فتنتج مخرجات متوقعة وغير مفاجِئة.

ويضيف: "للأسف، يخلط كثيرون بين الإبداع وبين مجرد إنتاج شيء ما. إنّ الإبداع الحقيقي هو ابتكار جديد وأصيل وفعّال". 

ويشرح أن الأداء الإبداعي ليس متساويًا بين الناس، إذ إن نحو 60% من الأفراد يقعون دون المتوسط إبداعيًا، ما يجعل شريحة واسعة ترى أن النماذج اللغوية مبدعة، بينما يكتشف أصحاب القدرات الإبداعية العالية سريعًا مواطن ضعف الذكاء الاصطناعي التوليدي. 

 
Fly Erbil Advertisment