مهرجان الرمان في ستياري… كرنفال ثقافي يجمع آلاف السياح ويُعيد إحياء تراث هورامان

أربيل (كوردستان24)- شهدت قرية ستياري التابعة لمدينة باوة في محافظة كرمانشاه بشرق كوردستان(ايران)، انطلاق فعليات النسخة الثالثة من مهرجان الرمان، وسط حضور لافت لآلاف السياح القادمين من مناطق شرق وجنوب كوردستان، إضافة إلى زوار من مختلف المدن الإيرانية.


حضور واسع… واحتفاء بالزي الكوردي
استقبلت القرية المحتفلين بكرنفال ألوان وزيٍّ تقليدي، حيث ارتدى الشباب والفتيات الزي الكوردي الأصيل، وامتلأت الساحات بقرع الدفوف والرقصات الشعبية التي تعكس جمال تراث هورامان.
وقالت شيلان القادمة من مدينة شيراز وإحدى السائحات المشاركات في المهرجان إن الزي الكوردي هو “الأكثر أناقة في العالم”، لما يحمله من دلالات ثقافية ورموز جمالية تعكس حضارة الشعب الكوردي. وأضافت أنها جاءت لاكتشاف الثقافة الكوردية والمشاركة في أحد أكبر مهرجانات الرمان في المنطقة.


تراث حيّ وموروث مستمر
من جهتهم، شدد أهالي القرية على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة. وقال المواطن ريبوار وهو أحد سكان ستياري إن “الشعب الكوردي، مثل بقية شعوب العالم، يجب أن يتقدم بثقافته وتقاليده، وبما تملكه المنطقة من خيرات طبيعية نادرة مثل الرمان والتوت وأنواع المحاصيل التي لا توجد في أي مكان آخر”.


السياحة تستعيد عافيتها
ويرى ناشطو السياحة في هورامان أن هذه المهرجانات تساهم بشكل مباشر في تنشيط الحركة السياحية والتعريف بجماليات المنطقة. وقال الناشط السياحي ناصر حمدي إن مثل هذه الفعاليات “تعرف العالم بفواكه المنطقة وآدابها وتقاليدها، وتشجع صناع المحتوى من مصورين ومدوني فيديو على زيارة هورامان ونقل صورتها إلى الجمهور العالمي”.


دعم الفلكلور الهوراماني
من جانبه، أوضح عضو لجنة المهرجان فيروز عزيزي أن الهدف من إقامة الحدث هو التعريف بـ“الرقص والموسيقى والفلكلور واللغة والأدب وكل ما يميز منطقة هورامان”، مؤكداً أن المهرجان منصة لإظهار التنوع الثقافي للمنطقة.
12 عاماً من الاحتفال بالرمان

انطلق مهرجان الرمان لأول مرة في القرية قبل اثني عشر عاماً، ويردد المشاركون خلاله الأناشيد الدينية ويقرعون الدفوف تعبيراً عن شكرهم لله على موسم حصاد الرمان، بالإضافة إلى الدعاء لنزول المطر في الموسم القادم.
يوُعد الرمان أحد الرموز الزراعية والثقافية الأهم في منطقة هورامان الممتدة بين شرق كوردستان وغرب إيران. وتتميز المنطقة بمناخ جبلي خاص يجعل ثمار الرمان ذات جودة عالية، مع نكهة حلوة ولون قرمزي قوي يختلف عن بقية مناطق إيران والعراق.
لأن هورامان إحدى أغنى مناطق كوردستان بإنتاج الرمان منذ مئات السنين. بسبب جودة الرمان الهوراماني الذي يُعد من الأنواع المميزة في إيران، ويُستخدم في صناعة الدبس والمأكولات التقليدية. وايضا لارتباط الرمان في الفلكلور الهوراماني بمعاني الخصب والبركة. ولأنه رمز في القصص الشعبية والأساطير القديمة التي تتحدث عن “خصوبة أرض هورامان”.
جذور المهرجان… طقسٌ ديني-تراثي قديم
مهرجان الرمان في ستياري ليس مجرد فعالية سياحية حديثة، بل يمتد في جذوره إلى عادات احتفالية قديمة كان يمارسها سكان المنطقة منذ مئات السنين، وتعود بشكل خاص إلى: الشكر لله على موسم الحصاد والدعاء لنزول المطر قبل الشتاء والاحتفال بوفرة المحصول وكانت فرق الدفوف والأناشيد الدينية جزءاً من هذه الطقوس، التي تتوارثها العائلات جيلاً بعد جيل.
على الرغم من أن جذوره تراثية ودينية، أصبح المهرجان حالياً منصة تجمع بين: الترويج السياحي وجذب آلاف الزوار سنوياً. مع تعريف الناس بجمال قرى هورامان ومناخها الجبلي. بالاضافة الى دعم اقتصاد القرى من خلال بيع منتجات الرمان (طازج، دبس، عصائر).
كما يُعد المهرجان إحدى المناسبات التي تُبرز فيها النساء دورهن في الزراعة، والرقص، وإحياء التراث.

 

 
Fly Erbil Advertisment