بالزي الكوردي التقليدي.. ناشطون يطلقون حملة لتوثيق "هوية الجبال" وحماية البيئة في شرق كوردستان

أربيل (كوردستان24)- في مبادرة تمزج بين الحفاظ على البيئة والتمسك بالهوية الثقافية، نظم عشرات الناشطين ومتسلقي الجبال في شرق كوردستان (كوردستان إيران) حملة لتركيب لوحات تعريفية (شاخصات) على قمم الجبال في المنطقة، مرتدين الزي الكوردي التقليدي الذي يتناغم مع طبيعة الجبال وتضاريسها.


تثبيت الهوية الجغرافية
تهدف الحملة إلى وضع "هوية تعريفية" لجبال منطقة "بوكان"، حيث يرى القائمون عليها أن جبال كردستان تمتلك تاريخاً عريقاً وأسماءً أصلية يجب الحفاظ عليها. وتسعى هذه اللوحات إلى تقديم معلومات دقيقة للسياح الأجانب ولمرتادي الجبال الذين قد لا يكونون على دراية بجغرافيا المنطقة، بالإضافة إلى توثيق هذه الأسماء للأجيال القادمة لضمان معرفتهم بتراثهم الطبيعي.
وفي هذا السياق، يقول المتسلق كاميل سليم بور: "نحن سعداء بهذا التجمع لتثبيت هذه اللوحات التي تحمل دلالات هامة. هدفنا هو أن يتعرف أطفالنا وأحفادنا على هذه المواقع ويستفيدوا من جمال طبيعتها، ونتمنى من الجميع الحفاظ على بيئتنا".
من جانبه، أكد جيا محمدي، أحد أعضاء فريق التسلق، أن الهدف يتجاوز مجرد وضع قطعة معدنية، قائلاً: "زيارتنا للجبال هي رسالة لحماية البيئة. نحن لم نضع مجرد لوحة، بل وضعنا 'هوية'. جبال كوردستان لها تاريخها الخاص الذي يجب احترامه وتوثيقه".


جبل "قره قا".. صراع الأسماء
ركزت الحملة مؤخراً على جبل "قره قا"، الواقع جنوب غربي مدينة بوكان بين قريتي "كاني دريش" و"شيخ تشوبان"، والذي يبلغ ارتفاعه 2198 متراً. وأشار النشطاء إلى أن لوحات تعريفية سابقة كانت قد وضعت على هذا الجبل، لكنها تعرضت للتخريب والإزالة من قبل مجهولين.
ويشير المتسلق جلالي نوزاد إلى أهمية هذه الخطوة لتصحيح المفاهيم الخاطئة: "أنا شخصياً لم أكن أعرف الاسم الحقيقي لهذا الجبل، وقد وُضعت سابقاً لوحة تحمل اسماً خاطئاً (شيخ تشوبان). من المهم جداً أن نعرف نحن سكان المنطقة الأسماء الحقيقية لجبالنا".


مخاطر بيئية تهدد الطبيعة
لا تقتصر الحملة على التوثيق الجغرافي فحسب، بل تحمل بعداً بيئياً عميقاً. حيث يرى النشطاء أن حماية البيئة واجب وطني وجزء لا يتجزأ من حب الوطن.

ويوضح بيره هلو، مسؤول مجموعة تسلق "هلو" في سقز، مفهوم البيئة لدى المجموعة قائلاً: "تسلق الجبال أصبح جزءاً من حياتنا. وحماية البيئة لا تعني فقط تنظيف المكان من القمامة، بل تعني بمفهومها الأوسع حماية جغرافية الأرض وتضاريسها من أي عبث".
ويحذر التقرير من مخاطر جدية تهدد جبال المنطقة، أبرزها عمليات التنقيب في مناجم الذهب (خاصة في سقز) وشق الطرق الجبلية بشكل عشوائي ومفرط، مما يعرض التوازن البيئي ومصادر المياه للخطر، خاصة في ظل أزمات شح المياه التي تعاني منها المنطقة.

 

 
Fly Erbil Advertisment