بين قسوة الجفاف ومماطلة المستحقات.. مزارعو "بتوين" و"مركة" يلقون بذور الأمل مع أولى زخات المطر

أربيل (كوردستان24)- مع هطول أولى زخات المطر الخريفية، دبت الحياة مجدداً في الحقول الزراعية الممتدة عبر قرى "سرسان" ومناطق "مركة" و"بنكرد" في إقليم كوردستان، حيث سارع المزارعون إلى حراثة أراضيهم وبذر القمح والشعير، آملين في موسم يعوضهم عن "سنة عجاف" مرت بهم.

 

مخاوف من "الموت تحت التربة"

رغم استبشار المزارعين خيراً بالأمطار الأخيرة التي ساعدت في ترطيب التربة وتسهيل عملية الحراثة السطحية، إلا أن المخاوف الفنية لا تزال قائمة.

وفي هذا السياق، يشرح المزارع رزكار محمد طبيعة التحدي قائلاً: "الأمطار رطبت القشرة السطحية فقط، ولكن على عمق 15 سنتيمتراً لا تزال الأرض صلبة وجافة تماماً. إذا استخدمنا المحاريث العميقة (الخرناشة) ولم تصل الرطوبة إلى البذور، فهناك خطر حقيقي بأن تتعفن البذور وتتلف قبل أن تنبت، مما يعني خسارة الموسم بالكامل كما حدث العام الماضي".

ويستذكر رزكار مرارة الموسم الفائت قائلاً: "توقعنا حصاد 60 طناً، لكننا لم نحصد حبة واحدة".

 

ذكريات موسم صفري

عاش مزارعو المنطقة العام الماضي ظروفاً قاسية بسبب الجفاف، حيث لم يحصدوا أي محاصيل تذكر. واضطر الكثيرون منهم إما لترك أراضيهم لتصبح مراعٍ للمواشي أو إعادة حراثتها للتخلص من المحصول التالف.

إلا أن المزارع حسن حاجي يبدي تفاؤلاً حذراً هذا العام، مشيراً إلى أن "معدلات هطول الأمطار في منطقتهم كانت جيدة جداً مقارنة بمناطق أخرى، مما يبشر ببدء موسم زراعي أفضل من سابقه".

 

خصوبة الأرض وأزمة المستحقات

تُعرف سهول "بتوين" و"مركة" بخصوبتها العالية، حيث ينتج الهكتار الواحد في السنوات المطيرة ما بين 15 إلى 40 طناً من الحبوب عالية الجودة.

 

تقرير: اراس امين - إدارة رابرين – كوردستان 24

 

 
Fly Erbil Advertisment