إدمان المخدرات يتصاعد… والخطر يلتهم الشباب أكثر مما تلتهم النار الحطب

أربيل (كوردستان 24)- تتوسع رقعة انتشار المخدرات في المجتمع بوتيرة مقلقة، حتى باتت تُوصف بأنها (النار التي تأكل الشباب كما يأكل الحطب)، وفق ما يقول مختصون في مراكز علاج الإدمان.

الأزمة لم تعد محصورة بالمواد المخدرة التقليدية فحسب، إذ تحولت بعض الأدوية الطبية المتداولة في الصيدليات إلى بديل سريع عند المتعاطين، ما يزيد حجم التعقيد والمخاطر الصحية.

ورغم الجهود التي تبذلها مراكز العلاج والتأهيل النفسي والصحي، فإن العاملين فيها يؤكدون أن حجم الحالات يفوق القدرة المتاحة، بينما تستمر الأبواب مفتوحة أمام شباب يسقطون يومياً في فخ الإدمان.

الكريستال في صدارة المواد المتعاطاة

يقول أنور حيران – رئيس ممرضين في أحد مراكز التأهيل وعلاج الإدمان لـ كوردستان24: أغلب الحالات التي تصل إلى مركزنا هي حالات تعاطي مادة الكريستال، وغالباً ما تكون عن طريق التدخين. تختلف الأعراض بحسب الجرعات، فهناك من يتناول غراماً واحداً يومياً، بينما آخرون قد يصلون إلى سبعة غرامات. وليست درجة العلاج هنا متساوية… التعامل مع من يتعاطى غرام واحد أسهل بكثير ممن يتعاطى سبعة.

ويرجّح مختصون أن سهولة الوصول إلى هذه المواد، إضافة إلى ضعف الرقابة المنزلية والبيئية، عوامل تزيد من تكرار حالات الإدمان لدى فئة الشباب على وجه الخصوص.

إدمان ينتهي خلف القضبان… لتحويل مدمن إلى تاجر

ولا يتوقف الخطر عند حدود التعاطي وإنهاك الجسد، بل يمتد – بحسب العاملين في الميدان – إلى الطريقة التي تتم بها معاملة المتعاطين بعد اعتقالهم. إذ يرى بعضهم أن الزج بهم في السجون مع كبار التجار قد يحوّلهم من مستَهلكين إلى مروجين أو تجار مستقبليين.

يقول علي الحبيب – ناشط مدني لـ كوردستان24: لا تزال آلية التعامل مع المتعاطين غير فعالة. الكثير ممن يتم اعتقالهم يُسجنون جنباً إلى جنب مع تجار المخدرات، وهذا أخطر ما في القضية. بعضهم يدخل السجن كمدمن بسيط ويخرج منه تاجرًا أو مروجاً. رغم وجود مصحات علاج مدعومة حكومياً، إلا أنها غير كافية مقارنة بأعداد المدمنين المتزايدة."

تراجع في الاتجار… ولكن التعاطي يتنامى

ورغم نجاح الجهات الأمنية في تفكيك شبكات ترويج واعتقال المئات من التجار، بينهم دوليون، ومصادرة كميات ضخمة من المواد المخدرة، إلا أن مشكلة التعاطي ما تزال هي التحدي الأكبر والأخطر. إذ يرى مراقبون أن الإدمان ينتشر بوتيرة أسرع من القدرة على احتوائه، مع غياب برامج وقاية واسعة وضعف الاستيعاب العلاجي.

بين مكافحة الاتجار من جهة، وتزايد أعداد المتعاطين من جهة أخرى، يقف المجتمع أمام واحدة من أصعب معاركه… معركة ضد مادة لا تترك خلفها سوى شباب منهكين وأسر محطمة ومستقبل مهدد.

ويبقى السؤال: هل تكفي جهود المكافحة وحدها دون بناء منظومة شاملة للعلاج والوقاية؟

تقرير: سيف علي – كوردستان24 - بغداد

 
Fly Erbil Advertisment