عشائر إيلام الرُحّل.. حرمانٌ من أبسط الخدمات رغم دورهم الحيوي في الإنتاج
أربيل (كوردستان24)- يواجه الرُحّل في محافظة إيلام عقبات كبيرة نتيجة نقص البنية التحتية الخدمية، وذلك على الرغم من الدور المحوري الذي يلعبونه في تأمين الأمن الغذائي، وحماية البيئة، والحفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة.
ينتمي هؤلاء الرُحّل إلى المكون الكوردي الفيلي، وقد حافظوا على ديمومة العملية الإنتاجية في مناطقهم بفضل نمط حياتهم القائم على الترحال وارتباطهم الوثيق بالطبيعة. ومع ذلك، ما زالوا يترقبون التفاتة حكومية شاملة تعالج القصور وتنهي حالة الإهمال المتراكم التي عانوا منها لسنوات طويلة.
دور ريادي في الاقتصاد والأمن الغذائي
يضطلع رحل إيلام بدور رئيسي في اقتصاد المنطقة، حيث يتجاوز إنتاجهم السنوي 100 ألف طن من المنتجات الحيوانية بقيمة تقارب سبعة آلاف مليار تومان. وتؤمن هذه الشريحة وحدها نحو 65% من حاجة المحافظة للحوم الحمراء، فضلاً عن حصتها الكبيرة في إنتاج الألبان والصناعات اليدوية.
كما أن تواجدهم الدائم في الطبيعة لا يضمن استمرار الإنتاج في ظل الظروف المناخية القاسية فحسب، بل يساهم بشكل كبير في الحفاظ على التوازن البيئي، وحماية المراعي، وصون التنوع البيولوجي.
تحت وطأة نقص الخدمات
تؤكد سارة فلاحي، ممثلة محافظة إيلام في البرلمان الإيراني، أن الحياة اليومية للرحل ترزح تحت وطأة نقص الخدمات الأساسية. وتشير إلى أن العديد من مسارات الهجرة والطرق في مناطق سكناهم، لا سيما في المناطق الجبلية، تفتقر إلى المعايير الهندسية المطلوبة وتتعرض للتدمير خلال فصلي الشتاء والربيع، مما يجعل عمليات التنقل ونقل المواشي ومنتجاتها أمراً شاقاً ومحفوفاً بالمخاطر.
وتضيف فلاحي: "إن غياب مصادر مياه الشرب النظيفة وضعف شبكة الكهرباء يعدان من المعضلات الكبرى التي تهدد صحة ونوعية حياة هذا المجتمع".
كما شددت النائبة على أن "ضعف الخدمات الصحية والتعليمية، والنقص الحاد في المراكز الصحية والمدارس (الثابتة والمتنقلة)، قد حدَّ من وصول الرحل، وخصوصاً الأطفال، إلى الخدمات الصحية والتعليمية بشكل عادل. يضاف إلى ذلك رداءة شبكات الاتصال والإنترنت، التي تشكل عائقاً آخر أمام تواصلهم مع العالم".
الحاجة لرؤية شاملة ومستدامة
يرى الخبراء والمسؤولون أن معالجة مشاكل الرحل تتطلب رؤية شاملة، وخططاً استراتيجية طويلة الأمد، وتنسيقاً عالي المستوى بين المؤسسات المعنية.
وفي هذا السياق، يقول فرشاد ياسمي، المدير العام لشؤون عشائر إيلام: "إن مشاكل هذه الشريحة لا يمكن حلها عبر الاجتماعات المغلقة فقط، بل تتطلب تواجداً ميدانياً ومتابعة مستمرة".
ويرى ياسمي أن "ضمان استمرارية حياة المجتمع الإنتاجي للرحل يستلزم تخصيص موارد مالية مستدامة وإشراك الرحل أنفسهم بفاعلية في عملية صنع القرار". ويختم بالقول: "إن إهمال هذه الطاقات البشرية الهائلة يعني تجاهل أحد أكثر نماذج الحياة استدامة والإنتاج المحلي فاعلية في البلاد، وهو ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل زيادة معدلات الهجرة وتراجع الأمن الغذائي".
