"ونوشك".. سفارة ثقافية ومائدة كوردية في قلب العاصمة طهران
أربيل (كوردستان 24)- في قلب العاصمة الإيرانية طهران، لا يعتبر مطعم "ونوشك" مجرد مكان لتناول الطعام، بل هو نافذة تطل على التراث الكوردي الغني. منذ افتتاحه قبل خمس سنوات، استطاع هذا المكان أن يجذب رواداً من مختلف الخلفيات، مستخدماً لغة المذاق والموسيقى والأزياء لمد جسور التواصل الثقافي.
يستقبل "ونوشك" زواره بالأزياء الكوردية التقليدية والموسيقى الفلكلورية الحية، مقدماً تجربة متكاملة تتجاوز حدود الأطباق الشهية. ووفقاً لمالك المطعم، خليل علي ولادي، فإن الهدف الأساسي يتعدى الجانب التجاري.
يقول ولادي: "شعارنا ليس مجرد بيع الطعام، بل سعينا لتعريف الناس بالثقافة الكوردية. أكثر من نصف ضيوفنا هم من غير الكورد، من الفرس والترك واللور، يأتون بدافع الفضول للتعرف على تراثنا، ونحن هنا لنقدم لهم هذه التجربة بكل حفاوة".
الاسم "ونوشك" مستوحى من اللهجة الكرمانجية، ويعني ثمرة "القزوان" (أو البطم)، وهي ثمرة برية تدخل في العديد من الأكلات الكوردية التقليدية. يعكس الديكور الداخلي للمطعم هذه الهوية من خلال عرض المشغولات اليدوية والسجاد والأزياء التي يرتديها طاقم العمل بالكامل.
تتحدث باران رستمي، إحدى موظفات المطعم، عن تنوع الزوار قائلة: "حتى الأجانب من اليابان والصين ودول أخرى يقصدوننا. إنهم ينبهرون بالأجواء والأطباق الكوردية المميزة. حتى سكان طهران الذين لم يكونوا على دراية بعمق الثقافة الكوردية، أصبحوا يختارون مكاننا للاحتفال بمناسباتهم وأعياد ميلادهم، مستمتعين بالبيئة الكوردية الخالصة".
لا تكتمل اللوحة دون الدبكة الكوردية التي تشعل حماس الحضور. يؤكد محمد أمين كامراني، قائد فرقة الرقص في المطعم، أن "ونوشك" لعب دوراً محورياً في تقديم الفنون الكوردية لسكان العاصمة، مشيراً إلى الاستقبال الحافل الذي تحظى به العروض الفنية، ومذكراً بمكانة المطبخ الكوردي (الكرمانشاهي) المعترف بها عالمياً كأحد أهم وجهات الطعام.
منذ تأسيسه عام 2020، نجح مطعم "ونوشك" في تحقيق معادلة صعبة تجمع بين الجدوى الاقتصادية والرسالة الثقافية، ليصبح وجهة مفضلة لمن يرغب في تذوق الثقافة الكوردية، طعماً ولحناً وروحاً، وسط صخب العاصمة طهران.
كوردستان 24 - طهران