محاكمة ثلاثة رجال في ألمانيا بتهمة التجسس لحساب روسيا

يبتسم المتهم الأوكراني روبرت أ (ج) أثناء اقتياده إلى قاعة المحكمة في اليوم الافتتاحي لمحاكمة ثلاثة رجال بتهمة التجسس لصالح روسيا، في فرانكفورت (فرانس برس)
يبتسم المتهم الأوكراني روبرت أ (ج) أثناء اقتياده إلى قاعة المحكمة في اليوم الافتتاحي لمحاكمة ثلاثة رجال بتهمة التجسس لصالح روسيا، في فرانكفورت (فرانس برس)

أربيل (كوردستان 24)- بدأت الثلاثاء في ألمانيا محاكمة ثلاثة رجال متّهمين بالتجسّس على جندي سابق في الجيش الأوكراني لحساب الاستخبارات الروسية بغرض التدبير لاغتياله.

وقد استعان قائد المجموعة وهو أرميني عُرّف عنه على أنه فاردغيس اي. بالأوكراني روبرت ايه. والروسي أرمان اس. لتدبير مخطّطهم، بحسب الادعاء.

ووقت دخول قاعة المحكمة في فرانكفورت، كانت ملامح الثقة والتحدّي بادية على وجوه المتّهمين الثلاثة، فقد ارتسمت بسمة عريضة على وجه فاردغيس اي.، فيما رفع روبرت ايه. الإبهام ومدّ لسانه.

وحاول الثلاثي دعوة جندي سابق في الجيش الأوكراني مولود في جورجيا إلى مقهى في فرانكفورت العام الماضي، لكن الأخير ارتاب من تصرّفاتهم واتّصل بالشرطة.

وأشار الادعاء إلى أن "عملية التجسّس مهّدت الطريق على ما يبدو لعمليات استخباراتية أخرى في ألمانيا، بما في ذلك إمكانية قتل الهدف" أي الجندي السابق.

وقد يكون الدافع وراء العملية أن "الضحية، أي الرجل الذي تمّ التجسّس عليه، متّهم من روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا في حقّ عسكريين روس"، على ما قالت الناطقة باسم الادّعاء إنيس بيترسون.

وقد قام الأخير "بالاتّصال شخصيا بالشرطة هنا في ألمانيا والقول إنه يشتبه في أن الاستخبارات الروسية تتجسّس عليه".

ولم يحضر الجندي السابق إلى المقهى في فرانكفورت الذي كان خاضعا لمراقبة الشرطة، فغادر الرجال الثلاثة قبل توقيفهم في عملية خاصة.

وبحسب صحيفة "زودويتشه تسايتونغ"، عثرت الشرطة في حوزتهم على  مبالغ نقدية وعدّة جوازات سفر، منها ما هو أصلي ومنها ما هو مزوّر، فضلا عن أجهزة "جي بي اس" لتحديد المواقع الجغرافية.

وهم ظلّوا في الحبس الاحتياطي على ذمّة التحقيق.

ولم تعلّق السفارة الروسية في برلين على هذه الاتّهامات في اتصال من وكالة فرانس برس. وغالبا ما تنفي موسكو تورّطها في قضايا من هذ القبيل.

- استنفار -

وتأتي هذه التطوّرات فيما باتت الحكومات الأوروبية في حالة استنفار على خلفية تجسّس روسي مزعوم وتحليق مسيّرات وأنشطة تخريبية وهجمات سيبرانية وحملات تضليل إعلامي.

وزاد منسوب الاستنفار منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، ما دفع القوى الأوروبية الكبرى في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى تعزيز دعمها لكييف وزيادة إنفاقها الدفاعي الخاص.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، اعتبر المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن التحليق الغامض لمسيّرات فوق مطارات أوروبية دليل على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول زعزعة أوروبا بشن "هجمات هجينة".

وقال ميرتس "هي روسيا التي تحاول بقوة أكبر زعزعة استقرارنا في ألمانيا وفي أوروبا بوسائل حرب هجينة"، مؤكدّا "سندافع عن أنفسنا حاضرا ومستقبلا".

وفي ذاك الشهر، حكمت محكمة في ميونيخ على ألماني روسي بالسجن ست سنوات وعلى اثنين آخرين بعقوبات مع وقف التنفيذ، للمساعدة في التخطيط لهجمات على سكك حديد ومنشآت عسكرية.

وتحذّر السلطات الألمانية مرارا من عملاء يلجأون إلى شبكات التواصل الاجتماعي لتجنيد جواسيس يكلّفون بمهام مثل التقاط صور لمواقع صناعية وعسكرية مهمّة.

ويشتبه في أن عملاء من هذه الرتبة المتدنّية كانوا وراء سلسلة انفجارات بطرود بريدية في منشأتين لمجموعة "دي اتش ال" في ألمانيا وبريطانيا العام الماضي.

فرانس برس