إسرائيل تشدد على نزع سلاح حماس رغم مقترح الحركة "تجميده"
أربيل (كوردستان 24)- أعلنت إسرائيل، اليوم الخميس، أن حماس ستُجرّد من سلاحها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم بضغط أمريكي، وذلك غداة اقتراح الحركة "تجميده" مقابل هدنة طويلة، في ظل تبادل مستمر للاتهامات بخرق الهدنة السارية منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن حرباً استمرت عامين واندلعت بعد هجوم غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واقترح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج خالد مشعل في مقابلة تلفزيونية الأربعاء، عدم استخدام السلاح مقابل هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.
وقال "فكرة نزع السلاح كليا فكرة مرفوضة بالنسبة للمقاومة، وتطرح فكرة تجميده أو الاحتفاظ به، أو بمعنى آخر المقاومة الفلسطينية تطرح مقاربات تحقق الضمانات لعدم وجود تصعيد عسكري من غزة مع الاحتلال الإسرائيلي".
لكن شوش بيدروسيان المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صرحت الخميس بأن "إسرائيل ستواصل تطبيق الخطة المكونة من 20 نقطة. لن يكون هناك أي مستقبل لحماس داخل قطاع غزة. سيتم نزع سلاح حماس".
وأضافت بيدروسيان في إحاطة صحافية أن "رئيس الوزراء يقول إن ذلك سيحصل سواء بسهولة أو بصعوبة".
وقال مشعل في المقابلة التي بُثت الأربعاء "نريد تكوين صورة تتعلق بهذا الموضوع فيها ضمانات ألا تعود حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة. نستطيع فعل ذلك، فيمكن أن يحفظ هذا السلاح ولا يستعمل ولا يستعرض به. في الوقت ذاته، عرضنا فكرة الهدنة الطويلة المدى بحيث تشكل ضمانة حقيقية".
ثلاث مراحل
ويتكون الاتفاق الذي أبرم برعاية أمريكية وقطرية ومصرية وتركية من ثلاث مراحل.
وكان نتنياهو صرّح الأحد قائلا إن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بات "قريبا جدا" مشيرا إلى أنه سيكون "أكثر صعوبة".
وقال نتنياهو "لدينا مرحلة ثانية لا تقل صعوبة، وتتضمن نزع سلاح حماس وإخلاء غزة من السلاح".
وشهدت المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق سراح 47 رهينة من أصل 48، بينهم 20 أحياء.
أما إسرائيل فأفرجت عن أكثر من ألفي معتقل فلسطيني في سجونها وأعادت جثامين مئات القتلى الفلسطينيين إلى قطاع غزة.
وينبغي وفق الخطة أن تبدأ المرحلة التالية بعد إعادة جميع الرهائن الأحياء ورفات المتوفين منهم، والتي تنص على انسحاب إسرائيل من مواقعها الحالية في غزة وتولّي سلطة انتقالية الحكم في القطاع مع انتشار قوّة استقرار دولية، فيما يفترض أن تتخلى حماس عن سلاحها.
وعن انتشار قوات دولية في قطاع غزة، قال مشعل في المقابلة التي أجريت في الدوحة أن حركته تقبل بنشر قوات دولية على الحدود بين قطاع غزة مع إسرائيل، لا داخل القطاع الفلسطيني.
وقال "لا مانع لدينا أن تكون قوات الاستقرار الدولي على الحدود مثل قوات اليونيفيل، تفصل بين غزة والاحتلال".
وبحسب رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية في الخارج، فإن الوسطاء "يستطيعون أن يضمنوا غزة وأن يضمنوا حماس وقوى المقاومة، بحيث لا يأتي من داخل غزة أي تصعيد عسكري ضد إسرائيل".
إلا أنه اعتبر أن "الخطر" يأتي من إسرائيل.
ومن المفترض أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بحليفه الأقوى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 كانون الأول/ديسمبر الجاري، لمناقشة المرحلة التالية من الهدنة.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أنه من المتوقع أن يلتقي نتنياهو وترامب مرتين خلال الزيارة التي تستغرق ثمانية أيام. وقالت القناة إن نتنياهو سيزور ترامب في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا.
أما نتنياهو فقال الأحد إنه سيناقش مع ترامب "فرص السلام" في الشرق الأوسط.
أمطار غزيرة تجتاح غزة
واجتاحت أمطار غزيرة قطاع غزة اعتبارا من مساء الأربعاء أغرقت الخيام والملاجئ العشوائية، وزادت من معاناة سكان غزة، الذين نزح معظمهم مرة واحدة على الأقل خلال أكثر من عامين من الحرب.
وقالت سعاد مسلم التي تقيم في خيمة مع عائلتها في منطقة الزويدة إن ليلة الأربعاء "كانت ليلة سوداء علينا وعلى أولادنا بسبب البرد والمطر ... لم نستطع تغطية حتى طفل، البطانيات غرقت بالمياه، لا نعرف إلى أين نذهب".
وتساءلت "إلى متى؟ هذا ظلم".
ومع تدمير أو تضرر معظم المباني في غزة، تنتشر آلاف الخيام والملاجئ العشوائية في مناطق أزيلت منها الأنقاض في القطاع الفلسطيني.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن 761 مخيما للنازحين تضم حوالى 850 ألف شخص، معرضة لخطر الفيضانات.
وقالت مسلم لوكالة فرانس برس "ليعطونا خيمة جيدة، شوادر نغطي بها اطفالنا، ملابس لأطفالنا، هم يمشون حفاة لا يجدون حذاء".
وقتل في الهجوم الذي شنته حماس وفصائل أخرى على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، 1221 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية إسرائيلية. واقتاد المهاجمون 251 رهينة إلى غزة.
وردت إسرائيل بحملة عسكرية مدمرة أسفرت عن مقتل 70373 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
المصدر: فرانس برس