شركات التأمين في إقليم كوردستان: خدمات شاملة تواجه تحديات "الثقة والوعي"

أربيل (كوردستان24)- رغم وجود بنية تحتية لقطاع التأمين في إقليم كوردستان تضم أكثر من ثماني شركات متخصصة، إلا أن ثقافة التأمين لدى المواطنين لا تزال في مراحلها الأولية، حيث يحول غياب الوعي الكامل بفوائدها وانعدام الثقة دون انتشار هذه الخدمات بشكل واسع على المستوى الفردي.
وبحسب المعلومات، بأن إقليم كوردستان يحتضن أكثر من 8 شركات تأمين عالمية ومحلية، تقدم طيفاً واسعاً من الخدمات التي تشمل التأمين الصحي، وتأمين السيارات، والمنازل، والمباني التجارية، وغيرها. ومع ذلك، لا يزال الإقبال الشعبي محدوداً، حيث لم تتشكل بعد الأرضية الصلبة للثقة المتبادلة بين المواطن وهذه المؤسسات.
ويُعرف التأمين بأنه عقد يلجأ بموجبه الفرد إلى شركة مختصة لتأمين نفسه أو ممتلكاته (كالسيارة أو المنزل) ضد المخاطر المحتملة، وذلك لضمان الحصول على تعويضات مادية في حال وقوع الضرر.
وفي استطلاع لآراء المواطنين في أربيل، تباينت الأسباب حول العزوف عن التأمين.
يقول المواطن حسين رسول: "ليس لدي تأمين، ورغم إيماني بأهميته، إلا أنني أفتقر للخبرة والمعلومات الكافية حول كيفية عمله أو الفائدة الملموسة منه في الدوائر الرسمية أو عند الحوادث".
من جانبه، أشار المواطن هلمت رؤوف، صاحب محل تجاري، إلى أهمية التأمين قائلاً: "التأمين خطوة ممتازة للمستقبل، سواء للحالات المرضية أو العمليات الجراحية، وهو نظام معمول به بقوة في أوروبا. شخصياً، لم أؤمن على محلي التجاري لسبب بسيط وهو أن أحداً لم يعرض علي الفكرة أو يوضح لي الآلية".
أما المواطن هيوا فاتح، فقد عزا الأمر إلى "أزمة ثقة"، موضحاً: "لم أقم بالتأمين الصحي ولا تأمين الممتلكات لأنني لا أثق تماماً في أن هذه الشركات ستفي بالتزاماتها وقت الحاجة. الأمر يتطلب دعماً وضمانات حكومية قوية ليشعر المواطن بالأمان وبأنه سيحصل على التعويض العادل عند الضرورة".
تأسست أول شركة تأمين في إقليم كوردستان عام 2004. وتغطي الوثائق الحالية مجالات متعددة تشمل الحوادث الشخصية، السرقة، الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى القطاعات التقليدية كالصحة والمركبات.
وفي حديثه لـ"كوردستان 24"، أوضح نوزاد أمجد مدير عام أحدى شركات التأمين: "نستقبل يومياً عدداً من العملاء، ونعمل جاهدين لترسيخ ثقافة التأمين في المجتمع الكوردستاني".
وضرب مثالاً على تكلفة التأمين قائلاً: "الخدمة الأكثر طلباً هي تأمين السيارات. على سبيل المثال، إذا كانت قيمة السيارة 10,000 دولار، فإن قسط التأمين السنوي يبلغ حوالي 350 دولاراً فقط (أي أقل من دولار واحد يومياً)، ومقابل هذا المبلغ تكون السيارة محمية بالكامل من الحريق، السرقة، وحوادث التصادم".

تتوزع في الإقليم 8 شركات تأمين كبرى بالإضافة إلى 8 فروع لشركات أخرى، تخضع لإشراف المحافظات، وتتركز غالبيتها في العاصمة أربيل. 
ورغم أن التأمين متاح بشكل "اختياري"، إلا أن البيانات تشير إلى أن الغالبية العظمى من المشتركين هم من الشركات والمقيمين الأجانب، بينما لا يزال المواطنون المحليون أقل إقبالاً على تأمين أنفسهم وممتلكاتهم.