"كونفدرالية الجالية الكوردستانية": خارطة طريق لتوحيد "الشتات" وبناء لوبي مؤثر

أربيل (كوردستان24)- في إطار مساعيها لتعزيز حضور القضية الكوردية في المحافل الدولية، كثفت "كونفدرالية الجالية الكوردستانية" من نشاطاتها في المهجر، وسط إجماع من مختلف شرائح المجتمع الكوردي في "الشتات" على ضرورة تشخيص نقاط الضعف والقوة، وتوحيد البيت الكوردي تحت مظلة الكونفدرالية لضمان تأثير أكبر في الدول الغربية.
لا ينحصر مفهوم "اللوبي" في العمل السياسي فحسب، بل يمتد ليشمل "القوة الناعمة" المتمثلة في التفوق العلمي والأكاديمي. وفي هذا السياق، يرى الطالب الجامعي، بارزان گولابي، أن "أفضل وسيلة لتمثيل الكورد في المهجر وبناء لوبي ناجح، تبدأ من التميز الفردي لكل طالب في تخصصه".
وقال گولابي لـ "كوردستان 24": "سواء كنا في الهندسة أو الطب أو أي مجال آخر، فإن نجاحنا في الجامعات هو بوابتنا لنكون سفراء ناجحين لقضيتنا، وبهذه الطريقة يمكننا أن نلعب دوراً محورياً ومؤثراً داخل المجتمعات الغربية".
تسعى النخب المثقفة والإعلامية الكوردية في الخارج إلى استثمار المشتركات لخدمة القضية الكوردية، مؤكدين أن وحدة الكورد من الأجزاء الأربعة هي الركيزة الأساسية لأي تحرك ناجح.
ويشير الصحفي المقيم في السويد، آسو موكرياني، إلى أهمية التلاحم الاجتماعي، قائلاً: "باعتبارنا مقيمين في دول المهجر، وتحديداً السويد، من الضروري جداً أن يلتف المجتمع الكوردي حول بعضه البعض لتعزيز نشاطاتنا، مع التركيز على الفكر القومي ووحدة القوى الكوردستانية، وهو أمر حيوي لاستمرارنا وتأثيرنا في الخارج".
وفي زيارة لمكتب الجالية الكوردستانية في العاصمة السويدية ستوكهولم، بحثت "كوردستان 24" مدى نجاح الكونفدرالية في تحقيق أهدافها بجمع الكوردستانيين وتشكيل مجموعة ضغط (لوبي) فاعلة.
وفي هذا الصدد، استذكر رئيس الجالية الكوردستانية في السويد، سلام كورده، التوجيهات التي طرحت خلال المؤتمر الأول للكونفدرالية في أربيل عام 2021.
وقال كورده: "لقد أشار الرئيس مسعود بارزاني بوضوح في ذلك الوقت قائلاً: (لا أريدكم أن تعملوا كحزبيين، بل أريدكم أن تعملوا كجالية كوردستانية، وأن تكونوا سفراء للكورد في الخارج)".

وأضاف كورده: "نحن في الجالية الكوردستانية لا نميز بين الألوان السياسية أو بين أجزاء كوردستان المختلفة. أبواب الفيدراسيون والكونفدرالية والمراكز التابعة لنا مشرعة أمام جميع الكوردستانيين دون استثناء".
ورغم تباين الرؤى السياسية، يتفق الشباب والمثقفون الكورد في المهجر على أن "العلم والوحدة" هما مفتاحا النجاح. وقد رفعت "كونفدرالية الجالية الكوردستانية" شعار العمل القومي الجامع، فاتحةً أبواب "البيت الكبير" لجميع الشرائح، بهدف تحويل الوجود الكوردي في الخارج إلى رقم صعب ولوبي مؤثر يخدم مصالح كوردستان العليا.