زلزال "مدمر" يهدد إسطنبول وتطورات مقلقة في قاع مرمرة

أربيل (كوردستان24)- كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة "Science"، عن مؤشرات خطيرة تهدد مدينة إسطنبول التركية، محذرة من "تطورات مقلقة" تجري في أعماق بحر مرمرة، حيث يتعرض خط الصدع البحري لضغوط متزايدة قد تنذر بوقوع زلزال عنيف.
أظهرت الدراسة التي نُشرت يوم الخميس الماضي، نمطاً غير مطمئن في خط الصدع الذي يربط البحر الأسود ببحر إيجة. وكشف التحليل العلمي عن تزايد ملحوظ في شدة الزلازل بالمنطقة خلال العقدين الماضيين، مع اتخاذها مساراً منتظماً يتحرك نحو الشرق.
وبحسب البيانات الجيولوجية، فإن الزلازل القوية تتجه حالياً صوب منطقة توصف بـ"المغلقة"، يتراوح طولها بين 15 و21 كيلومتراً، وتُعرف علمياً باسم "صدع مرمرة الرئيسي". تقع هذه المنطقة الخطرة تحت سطح البحر جنوب غرب إسطنبول، وهي بقعة هادئة زلزالياً منذ آخر زلزال كبير ضربها عام 1766 بقوة 7.1 درجة، مما يعني أنها تختزن طاقة هائلة.
في تعليقها على الدراسة، أطلقت العالمة جوديث هوبارد، من جامعة كورنيل، تحذيراً شديد اللهجة، مشيرة إلى أن وقوع زلزال كبير بالقرب من إسطنبول قد يسفر عن "واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث"، لا سيما أن المدينة تضم كثافة سكانية هائلة تناهز الـ 16 مليون نسمة.
وتشير التقديرات الواردة في التقرير إلى أنه في حال استمرار النمط الزلزالي الحالي وحدوث تمزق في صدع مرمرة الرئيسي، فإن إسطنبول قد تكون على موعد مع زلزال تتجاوز قوته 7 درجات على مقياس ريختر.
رصدت الدراسة تسلسلاً لافتاً لأربعة زلازل متوسطة القوة، كان آخرها الزلزال الذي ضرب المنطقة في نيسان (أبريل) من العام الجاري 2025 بقوة 6.2 درجة، والذي وقع مباشرة إلى الشرق من خط الصدع المستهدف.
ورغم أن بعض الآراء العلمية لا تستبعد فرضية "المصادفة" في هذا التسلسل، إلا أن إجماعاً علمياً بدأ يتشكل حول احتمالية عالية لوقوع زلزال مدمر نتيجة تراكم الضغط الهائل على صدع شمال الأناضول.
من جانبها، شددت عالمة الزلازل المشاركة في الدراسة، باتريشيا مارتينيز-غارزون، على ضرورة تركيز الجهود حالياً على "الرصد المبكر لأي إشارات غير طبيعية" لمحاولة تقليل الخسائر المحتملة، مع التأكيد على الحقيقة العلمية الثابتة بأن الزلازل لا يمكن التنبؤ بموعد حدوثها بدقة تامة.
ويعيد هذا التقرير إلى الأذهان السجل المؤلم لتركيا مع الكوارث الطبيعية، حيث لا تزال البلاد تتعافى من آثار الزلزال المزدوج المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في شباط (فبراير) 2023، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 55 ألف شخص.