سوريا تبني جيشها الجديد: الولاء قبل الكفاءة والتعليم الديني قبل التدريب
أربيل (كوردستان 24)- تواجه السلطة الجديدة في سوريا تحديا كبيرا يتمثل في إعادة بناء الجيش. ولكن بدل الاعتماد على الكفاءات والخبرة، يعتمد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع على دائرة صغيرة من الموالين له، وعلى من قاتلوا معه سابقا، إضافة إلى إدخال التعليم الديني في التدريب العسكري.
الأفضلية للمقاتلين في هيئة تحرير الشام
وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن هيكل الجيش الجديد يمنح الأفضلية للمقاتلين في هيئة تحرير الشام، حتى لو كانوا أقل خبرة من الضباط الذين انشقوا خلال حكم الأسد.
وتستخدم وزارة الدفاع طرق تدريب شبيهة بتلك التي كانت تعتمدها الهيئة، مثل الدروس الدينية. وقد أثار هذا الأمر استياء عدد من الجنود والقادة الذين قالوا إن بعض القواعد لا علاقة لها بالاستعداد العسكري.
منع التدخين
ومن بين هذه القواعد الصارمة: منع التدخين تماما خلال التدريب. ففي أحد المعسكرات في حلب، أُبلغ 1400 مجند بمنع التدخين، وتمت مصادرة السجائر منهم. ونتيجة لذلك، انسحب أو طُرد المئات، ولم يكمل التدريب سوى 600 شخص فقط بعد ثلاثة أسابيع.
الأسبوع الأول للدروس دينية
كما تفاجأ المجندون بأن الأسبوع الأول من التدريب خُصص بالكامل لدروس دينية، بينها محاضرة طويلة عن ميلاد النبي محمد، ويرى بعض العسكريين أن هذا التوجه يعكس فكر هيئة تحرير الشام، ويثير تساؤلات حول إمكانية ضم الأقليات الدينية للجيش.
في هذا الإطار، قال مسؤول في وزارة الدفاع إن الحكومة لم تقرر بعد ما إذا كانت ستسمح بانضمام الأقليات، ما قد يزيد التوترات الطائفية.
القادة الجدد لا يملكون تعليما كافيا
كما تشير شهادات جنود وقادة إلى أن القيادة تعتمد على ولاء أفراد هيئة تحرير الشام أكثر من اعتمادها على الخبرة العسكرية. فالكثير من القادة الجدد لا يملكون تعليما كافيا أو خبرة في جيش منظم.
وبعد إلغاء التجنيد الإجباري، فتح الجيش باب التطوع ووضع شروطا مثل القدرة على القراءة واللياقة البدنية والتعليم حتى الصف التاسع. ومع ذلك، تم قبول مقاتلين سابقين، حتى لو لم يستوفوا هذه الشروط.
"قوة الجيش في انضباطه، وليس في حفظ القرآن"
في هذا الإطار، يقول المستشار العسكري عصام الريس في مجموعة "إيتانا": "يُعينون قادة من هيئة تحرير الشام لا يملكون حتى شهادة الصف التاسع، فقط لأنهم موالون للشرع."
وأضاف: "قوة الجيش في انضباطه، وليس في حفظ القرآن."
ويتلقى معظم الجنود تدريبا أساسيا لمدة ثلاثة أسابيع فقط، وهو تدريب يفتقر إلى المهارات العسكرية الحقيقية، ويهدف أكثر إلى غرس طريقة تفكير معينة في المجندين الجدد، وفقا للريس.
المصدر: مونت كارلو الدولية