"طحينة العمادية".. عبق التراث الكوردستاني يغزو الأسواق العالمية
أربيل (كوردستان 24)- تتربع مدينة العمادية (آميدي) التاريخية، لؤلؤة محافظة دهوك، فوق هضبة صخرية ترتفع أكثر من ألف متر عن سطح البحر، لتشكل معجزة هندسية طبيعية تحيط بها الجبال والوديان.
لكن سحر آميدي لا يتوقف عند جمالها العمراني، بل يمتد إلى نكهة "الطحينة" (الراشي) الفريدة التي باتت رمزاً تراثياً واقتصادياً للمنطقة.
حرفة تتوارثها الأجيال منذ مئات السنين، وتحديداً تلك المنتجة عبر "الطواحين المائية" التقليدية.
يقول رهند، صاحب طاحونة مائية لكوردستان24: "هذه طحينة العمادية الأصلية، نستخدم فيها السمسم المحلي الخالص من مزارعنا. ما يميز منتجنا هو استمرار عمل الطواحين المائية على مدار فصول السنة الأربعة، مما يمنح الطحينة قواماً ونكهة لا يمكن الحصول عليها في الطواحين الكهربائية الحديثة".
ويضيف مشارك آخر من كبار السن، وهو خبير في صناعة الطحينة: "تاريخ هذه الطواحين المائية يعود لأكثر من 400 إلى 500 عام. إنها جزء من هويتنا وفلكلورنا. ورغم غزو الآلات الكهربائية، إلا أننا نتمسك بالطريقة القديمة التي تمر بثماني مراحل، من التنقية والغسل والتجفيف وصولاً إلى الطحن، لضمان أعلى مستويات الجودة".
ترتبط الطحينة في العمادية بذاكرة شعبية عميقة، فهي الغذاء الأساسي في وجبات السحور خلال شهر رمضان لقدرتها على منح الطاقة والشبع لفترات طويلة. كما أنها رمز للتعايش والأخوة؛ حيث يفتخر أهالي المنطقة بتقديمها للضيوف والسياح الذين يتوافدون من مختلف أجزاء كوردستان والعراق، وحتى من دول الجوار مثل تركيا.
وتقول نرمين، وهي زائرة من قضاء سنجار: "الطحينة هنا لها مذاق مختلف تماماً. جئت لأتذوق تراث آميدي، ومن الجميل جداً رؤية هذا التجمع الذي يمزج بين الثقافة، الفن، والمنتجات اليدوية".
يُذكر أن طحينة العمادية بدأت بالفعل في الوصول إلى أسواق دولية عبر الطلبات المباشرة، نظراً لسمعتها المرموقة وخلوها من المواد الحافظة، مما يجعلها سفيراً فوق العادة للإنتاج الوطني الكوردستاني.
تحرير: كوردستان24