أيُّهما أفضل لصحتك: الاستحمام بالماء البارد أم الساخن؟

أربيل (كوردستان 24)- أثبتت الدراسات العلمية أن درجة حرارة الماء أثناء الاستحمام تؤثر بشكل مباشر على وظائف الجسم الحيوية، من الدورة الدموية إلى الجهاز العصبي والمناعة. فقد أظهرت الأبحاث أن الماء الساخن يحفز اتساع الأوعية الدموية ويخفف توتر العضلات، بينما يحفز الماء البارد الجهاز العصبي الودي ويزيد من نشاط الأيض.

الماء الساخن

يلجأ الكثير إلى الاستحمام بالماء الساخن، حيث تشير الدراسات إلى أن معظم الناس يفضلون درجات حرارة تتراوح بين 40 و41 درجة مئوية.

ويرتبط الاستحمام بالماء الدافئ بالاسترخاء، وتحسين النوم، كما يمكن للمياه الساخنة أن تساعد أيضاً في تخفيف توتر الجسم، وتعب العضلات، وربما حتى الحالات المزمنة مثل التهاب المفاصل.

ويساعد الماء الساخن في تحسين الدورة الدموية، إذ يؤدي اتساع الأوعية الدموية إلى زيادة تدفق الدم وتحسين صلابة الشرايين لدى مرضى القلب.

لكن له أضرار، إذ أن الماء الساخن يزيل الزيوت الطبيعية من الجلد والشعر، ما يؤدي إلى الجفاف والحكة وربما الإكزيما. كما قد يسبب انخفاض ضغط الدم المفاجئ والإغماء لدى بعض الأشخاص.

وصرحت طبيبة الأمراض الجلدية "سيجال شاه" لمجلة Women’s Health: "الماء الساخن يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، مما يؤدي إلى جفاف الجلد، والحكة، وفي نهاية المطاف الإصابة بالإكزيما.. وبالمثل، يمكن للماء الساخن أن يجرد الشعر من زيوت الطبيعية، مما يجعله أكثر جفافاً".

أظهرت الدراسات أن الاستحمام بالماء البارد يعزز جهاز المناعة ويحسن الدورة الدموية بشكل غير مباشر، إذ يعمل الجسم على التسخين بعد الاستحمام، مما يزيد تدفق الدم.

كما يمكن أن يرفع معدل حرق السعرات الحرارية، وينشط الدهون البنية المرتبطة بمكافحة السمنة، فضلاً عن فوائده الذهنية، مثل زيادة اليقظة وتحسين المزاج والتخفيف من أعراض الاكتئاب.

وأوضحت "ليندسي بوتومز"، المحاضرة في فسيولوجيا التمارين والصحة بجامعة هيرتفوردشاير:"قد يساعد الاستحمام البارد أيضاً في تخفيف أعراض الاكتئاب.. والآلية المقترحة هي أنه بسبب الكثافة العالية لمستقبلات البرودة في الجلد، يرسل الاستحمام البارد كمية هائلة من النبضات الكهربائية من النهايات العصبية الطرفية إلى الدماغ، مما قد يكون له تأثير مضاد للاكتئاب".

لكن الاستحمام بالماء البارد جدًا يحمل مخاطر، فقد يؤدي إلى صدمة البرد أو مشاكل قلبية في حالات معينة.

يرى الخبراء أن الخيار الأفضل هو الاستحمام بالماء الدافئ المعتدل، مع إنهاء الاستحمام بدش بارد لبضع ثوانٍ للاستفادة من فوائده دون المخاطرة بصحة الجسم.

وخلال موجات الحر، يُنصح بعدم الإفراط في الاستحمام بالماء البارد، إذ أن الجسم يحاول الحفاظ على حرارة مستقرة، لذلك يبقى الماء الفاتر هو الخيار الأكثر أمانًا.