رسالة أوجلان لـ "قسد": هل تقترب ساعة الحسم لطرد "العناصر الأجنبية" وفك الارتباط؟

أربيل (كوردستان 24)- في تطور دراماتيكي قد يغير ملامح المشهد العسكري والسياسي في شمال سوريا، كشفت تقارير صحفية عن رسالة حاسمة بعث بها زعيم حزب "العمال الكوردستاني" السجين، عبد الله أوجلان، إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، يطالبه فيها بإنهاء وجود العناصر الأجنبية ضمن صفوف القوات التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية.

تأتي رسالة أوجلان، وفقاً لصحيفة "تركيا" المقربة من الحكومة، في إطار مناقشات بين السلطات التركية وأوجلان تهدف إلى تذليل العقبات أمام تنفيذ "اتفاق 10 مارس" الموقع في دمشق بين مظلوم عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع.

ويقضي الاتفاق بدمج "قسد" في الجيش السوري، وهو المسار الذي تعطل تنفيذه الذي كان مفترضاً بنهاية العام الجاري.

وتتمسك أنقرة بشرط "طرد العناصر الأجنبية" (غير السورية) كبند لا يقبل التفاوض، وهو ما أكده وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، محذراً من أن "صبر تركيا بدأ ينفد" تجاه انتشار أي عناصر تتعارض مع أمنها القومي.

وترى أنقرة أن استجابة "قسد" لرسالة أوجلان ستعد خطوة جوهرية لتنفيذ مبادرة "تركيا خالية من الإرهاب" (المعروفة كردياً بـ "عملية السلام والمجتمع الديمقراطي").

وبموجب هذا المسار، قد يُسمح للمواطنين الأتراك المنخرطين في "قسد" بالعودة إلى بلادهم والاستفادة من لوائح قانونية مزمع إصدارها في إطار نزع سلاح حزب العمال الكردستاني والمجموعات المرتبطة به.

بعد تحفظ أولي، أبدى مظلوم عبدي مرونة لافتة في تصريحاته الأخيرة، مشدداً على ضرورة إجراء "محادثات مباشرة" مع أوجلان، وملمحاً إلى استعداده لزيارة تركيا إذا كان ذلك سيسهم في الحل.

وأقر عبدي بوجود مسلحين من حزب العمال الكوردستاني في شمال سوريا، معتبراً أن "هذه القضايا لن تُحل إلا مع أوجلان".

تزامن الكشف عن هذه الرسالة مع تطورات متسارعة:

اشتباكات حلب: اندلاع مواجهات دامية بين الجيش السوري و"قسد" في مدينة حلب، قبل صدور أوامر بوقف إطلاق النار ليل الاثنين.

قمة دمشق: زيارة وفد تركي رفيع المستوى (ضم وزيري الخارجية والدفاع ورئيس المخابرات) إلى دمشق ولقاء الرئيس أحمد الشرع، لبحث تسريع تنفيذ اتفاق الدمج والتعاون الأمني.

المقترح السوري: أعلن وزير الدفاع السوري أسعد الشيباني أن دمشق تدرس رداً من "قسد" على مقترح لدمج مسلحيها في الجيش السوري، مشيراً إلى أنه سيتم إبلاغ الجانب الأمريكي بالتطورات قريباً.

وفي مؤتمر صحفي بدمشق، اتهم هاكان فيدان "قسد" بالمماطلة في تنفيذ اتفاق 10 مارس، رابطاً هذا التأخير بمباحثات تجريها القوات مع إسرائيل.

من جانبه، وجه المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، عمر تشيليك، تحذيراً شديد اللهجة، مؤكداً أن بلاده "مستعدة عسكرياً" لاتخاذ ما يلزم لضمان أمنها القومي في حال استمرار التعنت.

يبقى التساؤل القائم: هل ستشكل رسالة أوجلان "طوق نجاة" لـ "قسد" يجنبها الصدام العسكري مع دمشق وأنقرة، أم أن تعقيدات الارتباطات الميدانية ستجعل من "طرد الأجانب" مهمة مستحيلة التنفيذ؟

المصدر: دمشق/أنقرة – وكالات