عبر دعم قطاع الثروة الحيوانية.. مساعٍ حثيثة لتحقيق الأمن الغذائي في إقليم كوردستان
أربيل (كوردستان24)- تسعى حكومة إقليم كوردستان، إلى تكثيف خطواتها العملية لتطوير قطاع الثروة الحيوانية، هذه الجهود هي جزء من خطة استراتيجية للتشكيلة الحكومية التاسعة بهدف الوصول إلى مستوى الاكتفاء الذاتي في المنتجات الرئيسية وتوسيع مصادر الإيرادات.
وكشف المدير العام للثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، فراس صديق، في تصريح خاص لموقع كوردستان24 عن إحصائيات ومعلومات جديدة، تشير إلى أن الاحتياج السنوي لإقليم كوردستان من اللحوم الحمراء يبلغ 90 ألف طن، من هذا الرقم، يتم إنتاج 40 ألف طن محلياً، ويتم سد باقي الكمية البالغة 50 ألف طن من خلال استيراد الحيوانات الحية.
وأضاف: "قامت الحكومة بتسهيلات كبيرة لمربي المواشي، من أجل تقليل الاعتماد على الاستيراد، ما أدى إلى زيادة عدد مشاريع تربية الحيوانات خلال فترة التشكيلة التاسعة، من 65 مشروعاً إلى 106 مشاريع، وفي الوقت نفسه، ارتفع عدد رؤوس الحيوانات في هذه المشاريع من 21 ألف رأس إلى 128 ألف".
في مجال إنتاج الحليب، تم تسجيل تقدم ملحوظ، حيث قال صديق: "الاحتياج السنوي للإقليم هو 500 ألف طن من الحليب، ويتم توفير 300 ألف طن محلياً، سابقاً، كان إنتاج الحليب المحلي المعبأ نادراً في الأسواق، لكن الآن ارتفع عدد المشاريع المتخصصة في هذا المجال من 73 مشروعاً إلى 82 مشروعاً، كما ارتفع عدد أبقار الحليب من 7 آلاف رأس إلى 16 ألف رأس، وأصبح إنتاج الحليب المحلي متوفراً في الأسواق بمختلف العلامات التجارية المحلية".
المشاريع الصناعية الكبرى كان لها دور مهم في هذا التحول، مشروع "ميغال" مثال بارز ويضم مسلخاً حديثاً وخط إنتاج للحوم. في الوقت نفسه، مشاريع إنتاج الحليب مثل "زوم"، "رامي فارم" و"سانين" طورت قطاع تربية المواشي نحو التصنيع. مشروع "زوم" يجمع الحليب من المزارعين ومربي المواشي المحليين، وهذه الطريقة تمثل دعماً مباشراً للمنتجين المحليين.
هذه الجهود التي تبذلها حكومة إقليم كوردستان تأتي في وقت يواجه فيه العالم أزمة أمن غذائي، وعدم استقرار في الأسواق العالمية بسبب التغيرات المناخية والصراعات الإقليمية ما دفع الدول إلى الاعتماد أكثر على الإنتاج المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، تتماشى هذه الخطوات مع البرنامج الأساسي للحكومة التاسعة لإقليم كوردستان لتعزيز الاقتصاد وتقليل الاعتماد على إيرادات النفط. تعزيز قطاع الزراعة وتربية المواشي ليس مجرد خطوة اقتصادية، بل هو ضرورة استراتيجية لضمان مستقبل أكثر استقراراً لإقليم كوردستان.