التحالف المسيحي يوضح حقيقة تصريحات البطريرك ساكو حول "التطبيع"

أربيل (كوردستان24)- أصدرت رئاسة "التحالف المسيحي" بياناً صحفياً توضيحياً رداً على الجدل الإعلامي الواسع الذي أعقب تصريحات غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو خلال كرازة عيد الميلاد المجيد وظهوره الأخير عبر وسائل الإعلام. وشدد البيان على ضرورة وضع الحقائق في نصابها الصحيح، محذراً من محاولات "التضليل الممنهج" والتوظيف السياسي لخطاب الكنيسة.

أوضح التحالف في بيانه أن حديث البطريرك ساكو جاء في إطار "ديني-ثقافي" بحت، يركز على مكانة العراق الحضارية وقيمة الإنسان فيه، مؤكداً أن الخطاب لم يكن سياسياً ولم يستهدف تجاوز الثوابت الوطنية أو القوانين العراقية النافذة.

وأشار البيان إلى أن المسيحيين العراقيين يرفضون زج الكنيسة في صراعات سياسية أو تصفية حسابات فئوية، مؤكدين التزامهم بسيادة الدولة ووحدة نسيجها المجتمعي.

وتأتي هذه الردود على خلفية تصريحات أدلى بها البطريرك ساكو يوم أمس، أشار فيها إلى ضرورة "تطبيع" الأوضاع في العراق. وبينما حاولت بعض الجهات السياسية والإعلامية ربط المصطلح بـ"التطبيع السياسي مع إسرائيل" (المحرم قانوناً في العراق بموجب قانون تجريم التطبيع لعام 2022)، أوضح التحالف المسيحي أن القصد كان لغوياً ودستورياً صرفاً.

وبين البيان أن مصطلح "التطبيع" ورد حرفياً في المادة 140 من الدستور العراقي، ويقصد به لغوياً وقانونياً "إعادة الشيء إلى طبيعته المستقرة". وأضاف التحالف أن البطريرك قصد في كرازته وفي لقاءاته الصحفية، الدعوة إلى إصلاح العلاقات البينية بين العراقيين، ومع المحيط الإقليمي والدولي ضمن إطار القانون، بما يضمن عودة العراق إلى وضعه الطبيعي كدولة مدنية قوية بعيدة عن الفوضى.

انتقد البيان بشدة من أسماهم "سياسيين الصدفة" وأدوات الفوضى الذين يحاولون الإساءة لرأس الكنيسة الكلدانية. وجاء في البيان: "هناك فرق شاسع بين من يضع العراق فوق مصالحه، وبين من يحاول تحويل الوطن إلى وسيلة لخدمة فصائل وميليشيات، متصيداً في الماء العكر لتحقيق مكاسب فئوية".

وأكد التحالف أن الكنيسة تقف بصلابة ضد "السلاح المنفلت" و"المال السياسي الفاسد"، وهي مواقف لطالما جعلت البطريرك ساكو هدفاً لحملات تشويه منظمة من قبل جهات تحاول الهيمنة على القرار المسيحي في العراق.

ورداً على اتهامات التخلي عن القضايا القومية، شدد التحالف على أن الكنيسة الكلدانية كانت وما تزال منحازة لكرامة الإنسان، وداعمة للقضايا العادلة وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني من بوابة الحق والعدالة الإنسانية، بعيداً عن الأجندات النفعية التي تستخدمها بعض الجهات لتحصين نفوذها.

واختتم التحالف المسيحي بيانه بدعوة العراقيين كافة إلى الالتفاف حول البطريرك ساكو، وتغليب صوت العقل والحقيقة على ضجيج التحريض. وأكد البيان أن الكنيسة ستبقى صوتاً للإخاء والمحبة، مستشهداً بالآية الإنجيلية: "وتعرفون الحق، والحق يحرركم".

يذكر أن البطريرك لويس ساكو كان قد واجه خلال العامين الماضيين ضغوطاً سياسية وقانونية كبيرة، من بينها سحب المرسوم الجمهوري الخاص به، مما دفعه للاعتكاف لفترة في إقليم كوردستان قبل عودته إلى بغداد، وسط تضامن شعبي ودولي واسع مع مكانته الدينية والوطنية.