في غزة: 70% من أدوية الأورام مفقودة والمنظومة الطبية على حافة الانهيار الكامل

أربيل (كوردستان24)- أمام ركام مستشفى الشفاء الطبي والمشاهد الإنسانية القاتمة، دقت وزارة الصحة في قطاع غزة ناقوس الخطر الأخير، محذرة من انهيار كامل وشيك للمنظومة الصحية نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية الأساسية، في ظل استمرار الحصار والعمليات العسكرية.

خلال وقفة احتجاجية للأطقم الطبية، أعلن مسؤولون في وزارة الصحة أن العجز في أدوية الأورام والأمراض المزمنة قد تجاوز حاجز الـ 70%، مما حول رحلة العلاج إلى "قرار إعدام مؤجل" لآلاف المرضى.

وصرح د. علاء حلس، مسؤول الصيدلة في وزارة الصحة لكوردستان 24 قائلاً: "نحاول في وزارة الصحة تقليل تأثير نقص الخدمات، لكن النقص الشديد يؤثر بشكل مباشر على جودة الخدمة المقدمة. غياب الأدوية الأساسية، لا سيما أدوية الأورام، يعني ببساطة أن جزءاً كبيراً من المرضى سيفقدون حياتهم قريباً".

ولا تقتصر الأزمة على الأمراض المزمنة فحسب؛ إذ تعاني أقسام الطوارئ والعمليات والعناية المركزة من نقص حاد في المحاليل الوريدية، وأدوية التخدير، والمسكنات القوية. وبحسب التقرير، توقفت خدمات القسطرة القلبية وجراحة القلب المفتوح بشكل كامل، مما يضع مرضى القلب في مواجهة مباشرة مع الموت.

من جانبها، أوضحت الطبيبة سحر غانم، مديرة المختبرات ووحدات الدم في وزارة الصخة من داخل الميدان: "هناك نقص حاد في الفحوصات المخبرية الأساسية المنقذة للحياة، وهذا يعيق تشخيص الحالات ومتابعة العلاج بشكل مناسب، ويحرم المرضى من حقهم الطبي الذي يستحقونه لإنقاذ حياتهم".

وعلى مقربة من المستشفيات المدمرة، تروي المواطنة انشراح، وهي مريضة فلسطينية معاناتها مع مرض السكري والكوليسترول، مشيرة إلى أنها تتلقى أدوية بديلة بمعايير وجرعات غير ثابتة في كل مرة، بينما تغيب أدوية الدهون تماماً عن الصيدليات، مما يفاقم حالتها الصحية يوماً بعد يوم.

لم يعد "الجرح" في غزة مجرد إصابة جسدية ناتجة عن القصف، بل صار مرآة لأزمة صحية خانقة يفرضها الحصار. وبين مريض ينتظر ضِمادة وطبيب يبحث عن دواء تائه، تتحول أروقة المستشفيات إلى ساحة مواجهة لا تقل ضراوة عن جبهات القتال، حيث السلاح الوحيد المتبقي للأطباء هو "الصمود" في ظل انعدام الإمكانيات.


تقرير: بهاء الطباسي - كوردستان 24 - غزة