إعلان الطوارئ في لوس أنجليس الأميركية خشية وقوع فيضانات خطيرة

أربيل (كوردستان 24)- جددت السلطات الأميركية الخميس تحذيرها إلى سكان جنوب ولاية كاليفورنيا من احتمال وقوع فيضانات وارتفاع منسوب الأنهار، بسبب أمطار غزيرة هطلت ولا يُتوقع أن تتوقف خلال يوم عيد الميلاد، وذلك غداة إعلان حالة الطوارئ في لوس أنجليس ومعظم مناطق جنوب الولاية.

وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية أن ما يُعرف بـ"نهر جوي" محمّل ببخار المياه يضرب الولاية، قد يؤدي إلى نزول أمطار غزيرة.

العاصفة التي تحركها ظاهرة جوية تعرف باسم "قطار الأناناس السريع"، وهي انتقال رطوبة عالية من المناطق الاستوائية في هاواي إلى الساحل الغربي، من المتوقع أن تتسبب بهطول كميات أمطار خلال الأيام المقبلة تعادل ما يهطل في أشهر.

وحذّرت الهيئة أيضا من احتمال وقوع "فيضانات مفاجئة خطيرة قد تكون مميتة"، خصوصا في المناطق التي تضررت سابقا من حرائق الغابات حيث باتت التربة هشّة.

ووُضع الجزء الجنوبي من الولاية حيث من المتوقع هطول أمطار تعادل كمية المتساقطات خلال أشهر عدة، في حالة تأهب قصوى حتى صباح الخميس.

وأعلن حاكم ولاية كالفورنيا غافين نيوسوم حالة الطوارئ في عدة مقاطعات، من بينها لوس أنجليس.

وفي شوارع لوس أنجليس، تحدّى متسوّقون سوء الأحوال الجوية في الساعات الأخيرة قبل عيد الميلاد.

لكن جيم لويس المقيم في المنطقة قال لوكالة فرانس برس "قررنا البقاء في المنزل. تلقينا كل هذه التحذيرات، والوضع لا يبدو آمنا. لا أرغب في القيادة"، موضحا أنه لن يقضي ليلة عيد الميلاد مع أبناء عمومته كما كان مخططا.

إخلاء سكان

صباح الأربعاء، تساقطت أشجار وأغلقت شوارع في لوس أنجليس، كما انقطعت الكهرباء عن آلاف السكان.

وأعلنت شرطة المدينة الثلاثاء إصدار أوامر إخلاء لأكثر من 200 منزل، بالإضافة إلى تحذيرات إخلاء لأحياء واسعة.

وأفاد مسؤولون بأن فرق الإطفاء نفّذت عمليات إنقاذ لسكان حاصرتهم المياه في منازلهم، خصوصا في مقاطعة سان برناردينو.

وصُنّفت مدينة سانتا مونيكا الساحلية وحوض لوس أنجليس ضمن المناطق الأكثر عرضة للخطر.

اشتدت الأمطار صباح الأربعاء وصدر تحذير من احتمال حدوث إعصار في ثلاث مدن في لوس أنجليس لكنه رُفع في وقت لاحق.

وجُهّزت مراكز إيواء للسكان المعنيين بأوامر الإخلاء. وذكرت صحيفة لوس أنجليس تايمز أن بعض هذه المراكز بدأ باستقبال المتضررين.

ووضعت المناطق الساحلية في باسيفيك باليسيدز وماليبو في حالة تأهب قصوى، إذ لا تزال تتعافى من حرائق الغابات المدمرة التي اندلعت في كانون الثاني/يناير. وتثير الأمطار الغزيرة مخاوف من حدوث انهيارات أرضية فيها.

وثمة خطر في أن تفيض المجاري المائية، وتنصح السلطات بتجنّب القيادة في المناطق المتضررة من لوس أنجليس، ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة، والتي يبلغ عدد سكانها 3,9 ملايين نسمة يعتمد معظمهم على السيارات في تنقّلاتهم.

زحمة سير

حذّرت السلطات أيضا من خطر انسداد الطرق بالحطام.

وأفادت صحيفة لوس أنجليس تايمز بتسجيل اختناقات مرورية. وأظهرت مشاهد بثتها قنوات محلية سيارات متوقفة تماما تحت الأمطار الغزيرة. وقد أُغلقت بعض الطرق.

وفي سلسلة جبال سييرا نيفادا على طول الحدود الشرقية لكاليفورنيا، تساقطت ثلوج بلغ سمكها نحو 30 سنتيمترا هذا الأسبوع فيما يتوقع أن تصل إلى نحو 152 سنتيمترا.

وقال آرييل كوهين الخبير في الأرصاد الجوية للصحافيين "بحلول ليل الأربعاء حتى الجمعة ستكون مناطق عديدة شهدت على الأرجح فيضانات كبيرة وانزلاقات صخرية وانهيارات بالتربة، خصوصا في المرتفعات والطرق التي تمر في الوديان".

ومن المتوقع أن تكون العاصفة مصحوبة برياح عاتية تتجاوز سرعتها 80 كيلومترا في الساعة.

وحذّر مسؤولو الأرصاد من أن "مزيج التربة المشبعة بشكل متزايد والرياح القوية سيؤدي إلى احتمال سقوط أشجار وأعمدة الطاقة على نطاق واسع... الأرواح والممتلكات تواجه خطرا كبيرا".

وذكرت صحيفة لوس أنجليس تايمز أن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم نتيجة الأحوال الجوية، أحدهم قضى بسقوط شجرة.

ولا تزال بعض الأحياء في لوس أنجليس تعاني من آثار حرائق الغابات التي اندلعت في كانون الثاني/يناير 2025، وأودت بـ31 شخصا ودمرت أكثر من 16 ألف مبنى.

وبحسب العلماء، تصبح الظواهر المناخية المتطرفة أكثر تواترا وتدميرا بسبب التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية.

 

المصدر: فرانس برس