السكان الخاسر الأكبر من تسويف اتفاق سنجار.. و"الحوار" أفضل حل للمادة 140

ستفين هيكي

أربيل (كردستان 24)- أكد السفير البريطاني لدى العراق، على أهمية تنفيذ اتفاقية سنجار الموقعة بين أربيل وبغداد، مشيراً إلى أن تسويفها سيجعل السكان "الخاسر الأكبر"، كذلك جدد دعم بلاده لقوات البيشمركة وتأييدها لتوحيد تلك القوات في إطار الحرب على الإرهاب.

يأتي هذا في وقت دفع فيه الحشد الشعبي بتعزيزات كبيرة إلى مدينة سنجار تزامناً مع إعادة حزب العمال الكوردستاني انتشاره في المدينة.

وسبق أن قال مسؤولون في إقليم كوردستان إن تطبيق الاتفاقية لم يتم كما هو بل كان صورياً وهو ما يهدد بانهيار الاتفاق الذي وصف ذات مرة بالتاريخي.

واتخذت فصائل الحشد الشعبي من المباني ثكنات ومكاتب لها، ولا سيما المدارس والمنازل بعدما توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشن عملية عسكرية على سنجار لملاحقة حزب العمال في أعقاب العثور على 13 من الرهائن الأتراك مقتولين في جبل كارا.

وقال ستيفن هيكي في مقابلة مع كوردستان 24 عبر سكايب، إن بلاده تواصل تشجيع حكومتي إقليم كوردستان وبغداد على العمل سويةً لحسم الخلافات العالقة بدءاً من اتفاقية سنجار التي يتعين تنفيذها وأن "تقوم جميع الأطراف بمسؤولياتها وأن تنسحب من بلدة سنجار".

وضم السفير البريطاني صوته للأصوات الداعية لانسحاب الميليشيات والجماعات غير النظامية من المدينة وقال "من أجل إحلال الأمن وتوفير الخدمات المناسبة في سنجار، فيجب أن تغادر الجماعات المسلحة المنطقة حتى يتسنى للقوات العراقية أن تقوم بدورها لتوفير الأمن في سنجار ومحيطها".

وأشاد الدبلوماسي البريطاني بدور حكومة إقليم كوردستان في توقيع اتفاقية سنجار، وقال إن الخاسر الرئيسي من تسويفها هم سكان سنجار ولا سيما آلاف الإيزيديين الذين ما زالوا في مخيمات النازحين داخل إقليم كوردستان أو في أماكن أخرى.

وتوصلت الحكومة العراقية مع إقليم كوردستان في تشرين الأول أكتوبر 2020 إلى اتفاق يهدف لإعادة الاستقرار والنازحين إلى سنجار عبر إنهاء وجود حزب العمل الكوردستاني والحشد الشعبي والجماعات المرتبطة بهما في المدينة ونشر قوات اتحادية نظامية.

وأكد هيكي مواصلة دعم بلاده لقوات البيشمركة من خلال التحالف الدولي وعلى المستوى الثنائي، وأعرب في الوقت نفسه عن أمله في إصلاح البيشمركة وتوحيدها.

كما شدد السفير البريطاني على ضرورة الدعم الدولي للبيشمركة والقوات العراقية لعدم "السماح لداعش أو جماعات متطرفة أخرى بالعودة".

وأشار السفير إلى ضرورة تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي وحل الخلافات العالقة بين أربيل وبغداد، بالإضافة إلى التعاون في محاربة الإرهاب.

وقال "نعتقد أن تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي مهم جدا، واعتقد أن أفضل طريقة لإحراز تقدم في هذه المادة والمسائل المتعلقة بها هي الحوار بين أربيل وبغداد".

وفي جزء آخر، أعرب السفير البريطاني عن تشجيعه للالتزام المستمر الذي تبديه حكومة إقليم كوردستان تجاه تنفيذ الإصلاح السياسي والاقتصادي.

وقال "تحدثت شخصيا مع رئيس الوزراء مسرور بارزاني حول هذا الموضوع، ومن الواضح أن لديه رؤية قوية للإصلاح السياسي والاقتصادي في إقليم كوردستان على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في جميع أنحاء العراق والعالم بسبب تفشي كورونا وتراجع أسعار النفط".    

كما أشاد السفير بجهود حكومة إقليم كوردستان في منح القطاع الخاص بإقليم كوردستان أولوية للازدهار بهدف تعزيز البنية الاقتصادية والاستثمارية.

وكرر السفير البريطاني ما قالته حكومة الإقليم مراراً من أن "الاعتماد على النفط لن يوفر فرص العمل على المدى الطويل ولن يحقق اقتصاد تطلعات الشعوب".

وسُئل هيكي عن موقف بلاده من الهجمات الصاروخية على أربيل فقال "نعتقد أنها غير مقبولة تماما ويجب تطبيق القانون ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم".

ومضى يقول "ندعم بشدة جهود حكومتي أربيل وبغداد للعثور على هؤلاء المجرمين ومحاسبتهم، إذ لا يمكن أن يكون هناك مبرر لمثل هذه الهجمات".

واختتم حديثه بالقول "ستواصل المملكة المتحدة لعب دور داعم لتحقيق الأمن والاستقرار في إقليم كوردستان والعراق".