"صراع الكراسي" ينذر باقتتال شيعي- شيعي والحكيم يحذر من "احراق العراق"
حذر مسؤولون عراقيون من ان الصراع على السلطة في ظل احتدام الازمة السياسية في العراق ينذر باندلاع قتال شيعي- شيعي.

K24 - اربيل
حذر مسؤولون عراقيون من ان الصراع على السلطة في ظل احتدام الازمة السياسية في العراق ينذر باندلاع قتال شيعي- شيعي الامر الذي قد ينسف مساعي قوات التحالف الدولي في القضاء على تنظيم داعش الذي لايزال يحتل اراض عراقية واسعة.
وكادت القوى الشيعية ان تشتبك مع بعضها في اعقاب اقتحام مئات من انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء في بغداد.
وبث ناشطون على الانترنت مقطع فيديو يظهر عشرات المسلحين من جماعة سرايا الخراساني المدعومة من إيران يجوبون شوارع بغداد على متن شاحنات امام مرأى القوى الامنية.
ويرى محللون أن هذه الازمة تمثل اكبر تحد يواجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي تعهد بالحاق الهزيمة بتنظيم داعش ورأب الصداع مع السنة والكورد ومحاربة الفساد.
ويقول الصدر إنه يدعم اصلاحات العبادي لكنه اتهم زعماء شيعة آخرين بالسعي للإبقاء على نظام المحاصصة السياسية الذي يتسبب في انتشار الفساد بالعراق.
واقتحم أنصار الصدر المنطقة الخضراء في 30 نيسان أبريل الماضي بعد أن عرقلت قوى سياسية منافسة موافقة البرلمان على تشكيلة حكومية جديدة تتكون من تكنوقراط مستقلين اقترحهم العبادي.
وأوضح قائد في جماعة سرايا الخراساني التي انتشرت قرب المنطقة الخضراء ردا على ذلك أنهم سيقاتلون لمنع أنصار الصدر من احتلال المنطقة التي تضم البرلمان ومقار حكومية وسفارات.
وقال القائد وقد ارتدى ملابس خضراء مموهة وعمامة سوداء متحدثا لمقاتليه في الفيديو الذي نشر على الإنترنت "نحن هنا لوأد هذه الفتنة في مهدها."
وانحسر احتمال اندلاع العنف بعد أيام قليلة حين غادر أتباع الصدر المنطقة الخضراء وحلت قوات الجيش والشرطة محل مسلحي الخراساني.
لكن تلك الواقعة تعد مؤشرا ولمحة من صراع على الهيمنة داخل الطائفة الشيعية التي يفترض بها أن تكون متحدة في جهود هزيمة داعش الذي سيطر على نحو ثلث أراضي العراق في 2014 وفقا لرويترز.
وقال نائب شيعي بارز في البرلمان "لقد كنا قاب قوسين أو أدنى من سيناريو دموي عنيف" مرددا تعليقات صدرت عن مسؤولين أمنيين وحكوميين طلبوا جميعا عدم ذكر أسمائهم وهم يتحدثون عن الانقسامات الداخلية.
واضاف أنه خلال اجتماع في أول أيار مايو لأعضاء من الائتلاف الوطني وهو مظلة سياسية فضفاضة تشكلت في 2010 على يد الجماعات الشيعية الرئيسية وبينها التيار الصدري بدا القادة الشيعة الآخرون "مقتنعين بأنه قد تجاوز الحد".
وأضاف النائب الذي شارك في الاجتماع أن الصدر لم يحضره لكن الحاضرين "بعثوا إليه بإنذار" بأن أنصاره قد يبعدون بالقوة إذا لزم الأمر.
وأكد سياسيان آخران حضرا الاجتماع إرسال هذه الرسالة للصدر البالغ من العمر 42 عاما والذي يتهمه خصومه دوما بمحاولة فرض شروط على بقية الائتلاف الوطني.
ويقول عمار الحكيم رجل الدين الشيعي البارز الذي تربطه صلات بإيران ويرأس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو أحد المكونات الرئيسية في الائتلاف الوطني "من المؤسف هناك سياسيون مستعدون لإحراق العراق من أجل مصالحهم الشخصية وطموحاتهم تحت ذريعة الإصلاحات."
وكانت آخر مرة تحول فيها الصراع الداخلي بين الشيعة إلى اقتتال دموي في عام 2008 حين أمر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الجيش بالاشتباك مع أنصار الصدر في البصرة لإنهاء سيطرتهم على أجزاء من المنطقة الجنوبية التي تضم معظم الثروات النفطية للبلاد.
وعلى عكس الموقف الحالي واجه الصدر حينها قوات حكومية وليس جماعة مسلحة. لكنه اعتبر أيضا قتالا شيعيا- شيعيا نظرا لأن الجيش يتشكل في غالبيته من الشيعة.
وسلم المالكي السلطة للعبادي في 2014 بعد فشل الجيش في وقف تقدم داعش ويعتبر حاليا خصما لرئيس الوزراء.
وتتلقى الفصائل الشيعية المسلحة الكبرى بالعراق دعما بالمال والسلاح والتدريب من إيران ويضعهم هذا على طرفي نقيض مع الصدر الذي انتفع يوما من الدعم الإيراني لكنه يقدم نفسه كزعيم أكثر نزوعا للنهج الوطني.
وتقاتل سرايا الخراساني ومنظمة بدر- وهي من أكبر الجماعات التي تدعمها إيران- إلى جانب كتائب السلام التابعة للصدر وعشرات الجماعات الأصغر الأخرى مع الجيش العراقي المدعوم من الولايات المتحدة ضد داعش في إطار قوات الحشد الشعبي.
لكن وحدة الهدف فيما بينها بدأت تتراجع على ما يبدو ويظهر استعراض القوة من جانب الفصائل المدعومة من إيران معاناة الدولة لكبح نفوذهم المتعاظم.
وبعد سلسلة من التفجيرات الدامية ببغداد تبنتها داعش خلال الأيام الماضية تبادل سياسيون من منظمة بدر ومن التيار الصدري الاتهامات بالتواطؤ في وقت يبدو الصدر عازما على ارتداء عباءة القيادي المصلح في البلاد في خطوة ربما تهدف ولو جزئيا على الأقل للاستعداد للانتخابات العامة خلال العامين المقبلين.
ت: م ي