اندفاع جديد صوب "النوري" والعبادي "يتهيأ للنصر" ويوجه رسالة للكورد

أعلنت القوات العراقية السبت الاندفاع صوب جامع النوري الذي ظهر فيه زعيم داعش لأول مرة قبل نحو ثلاث سنوات في الموصل، في وقت قال فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن حكومته "تتهيأ لإعلان النصر الكبير"، كما وجه رسالة لطمأنة الكورد.

اربيل (كوردستان24)- أعلنت القوات العراقية السبت الاندفاع صوب جامع النوري الذي ظهر فيه زعيم داعش لأول مرة قبل نحو ثلاث سنوات في الموصل، في وقت قال فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن حكومته "تتهيأ لإعلان النصر الكبير"، كما وجه رسالة لطمأنة الكورد.

وفي مناسبات كثيرة كان العبادي قد قال إن النصر على داعش سيتحقق مطلع العام الجاري، ثم رجح إعلان النصر خلال الشهر الجاري رغم انه لا توجد أدنى مؤشرات على احتمالية ذلك، في وقت لا تزال القوات العراقية تقاتل داعش في آخر معاقله الحضرية.

اندفاع وقصف خاطئ

وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان تلقت كوردستان24 نصا منه، إن قواته اندفعت "باتجاه المنطقة المحيطة بجامع النوري من محور باب جديد وقضيب البان تحت غطاء من القصف الصاروخي".

وأضاف أن الطائرات التابعة للقوات العراقية، والتي تحلق بدون طيار، استهدفت "ثكنات للدواعش قريبا من منارة الحدباء وقتلت 30 إرهابيا ودمرت 12 هدفا متحركا وموضعا لمقاومة الطائرات".

وتعثر التقدم العراقي كثيرا في البلدة القديمة للموصل التي تضم جامع النوري، بسبب ضيق مبانيها وتقادمها واكتظاظها بآلاف السكان المحليين.

لا تزال القوات العراقية تقاتل مسلحي داعش بشراسة - صورة لكوردستان24
لا تزال القوات العراقية تقاتل مسلحي داعش بشراسة - صورة لكوردستان24

وتقول مراسلة كوردستان24 في الموصل جيمن عادل إن القوات العراقية تتقدم في الموصل القديمة تحت غطاء من طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وأفاد شهود لكوردستان24 بمقتل خمسة مدنيين في قصف صاروخي للقوات العراقية على مناطق بالموصل القديمة منذ نحو يومين.

وتعرض حي الرفاعي غربي الموصل إلى قصف خاطئ أيضا أسفر عن مقتل طبيبة.

وقالت مصادر أمنية إن القوات العراقية دمرت بنايتين تجاريتين في منطقة باب الطوب وسط الموصل كان تنظيم داعش قد سيطر عليها أمس وحقق تقدما وقتيا فيها.

وذكرت المصادر أن المبنيين تعرضا لقصف جوي وأسفر عن مقتل 13 من مسلحي داعش يتحصنون فيهما في منطقة باب الطوب وسط الموصل.

وترددت أنباء عن مقتل 13 مدنيا بعدما فتح مسلحو داعش النار عليهم قبل وصولهم خطوط الصد الدفاعية للقوات العراقية في منطقة مشيرفة شمال غرب الموصل.

وفي شهر آذار مارس الماضي قتل عشرات الأشخاص في انفجار نتج عن قصف لطيران التحالف الدولي في حي الموصل الجديدة غربي الموصل.

العبادي "يتهيأ لإعلان النصر"

وتمثل معركة الموصل أصعب تحد بالنسبة للقوات العراقية حيث الكثافة السكانية. ويقول القادة العسكريون إنهم خففوا وتيرة الهجوم تحاشيا من سقوط مدنيين.

ويخشى كثير من السكان أن يؤثر إيقاع ضحايا في صفوف المدنيين على إعلانٍ حقيقي للنصر على تنظيم داعش في معقله الرئيسي بالموصل.

العبادي قال في كلمته: الكورد مواطنون من الدرجة الاولى في هذا الوطن
العبادي قال في كلمته: الكورد مواطنون من الدرجة الاولى في هذا الوطن

وفي كلمة خلال مهرجان الوحدة الوطنية في بغداد قال العبادي "نحن نتهيأ لإعلان النصر الكبير"، مشيرا إلى أن المعارك ضد داعش "ليست سهلة".

ومضى قائلا "مازالت التحديات كبيرة أمامنا".

رسائل للكورد والشيعة والسنة

ووجه العبادي رسالة إلى الكورد قائلا "هناك حملة تحاول الإيقاع بين العرب الكورد.. وأقول للكورد انتم عراقيون من الدرجة الأولى كبقية المواطنين... نتطلع لبناء عراق تحترم فيه الحياة ولا يكون مواطنوه بدرجات متفاوتة".

ولم يتطرق العبادي إلى طبيعة الحملة بالضبط، لكنه كان يشير على الأرجح إلى ما سماها في وقت سابق "الفتنة" التي رافقت رفع علم إقليم كوردستان على المباني الحكومية في مدينة كركوك التي يقطنها خليط من الكورد والتركمان والعرب والمسيحيين.

ويشكو الكورد كثيرا من التهميش طيلة فترات الحكومات المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي.

كما خاطب العبادي، الشيعة الذي يهيمنون على مقاليد الحكم في البلاد، بالقول "أقول لكم إننا جميعا يجب أن نحكم البلاد.. وان الإرهاب يكفر الجميع".

ووجه العبادي كلمة لسكان الموصل قائلا "لا تستسلموا للإشاعات وأؤكد لكم أن يوم التحرير بات قريباً... أخاطب أهل السنة وقول لهم إن جميع العراقيين قاتلوا معكم من اجل تحرير الأرض من دنس داعش لكن هناك اصواتا نشازا مازالت تحاول إثارة النعرات".

ويأتي حديث العبادي في وقت تكافح فيه القوات العراقية لطرد داعش من آخر ما تبقى من الأحياء الغربية لمدينة الموصل ذات الغالبية السنية.

واستولى داعش على الموصل والمناطق المحيطة بها في حزيران يونيو عام 2014 غير ان مساحة نفوذه تقلصت الى حد كبير. واستعادت القوات العراقية الشطر الشرقي للموصل بمساعدة البيشمركة والتحالف الدولي في كانون الثاني يناير الماضي، كما تمكنت اخيرا من انتزاع أكثر من نصف الجانب الغربي.