المالكي يحذر العبادي من "خديعة" ستفجر "اقتتالاً" شاملاً

حذر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي السبت خصومه من "فتنة" بسبب ما قال إنهم يعتمدون على "تدخلات اقليمية وخارجية" في مفاوضات تشكيل الحكومة.

اربيل (كوردستان 24)- حذر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي السبت خصومه من "فتنة" بسبب ما قال إنهم يعتمدون على "تدخلات اقليمية وخارجية" في مفاوضات تشكيل الحكومة.

وكان المالكي يشير بشكل ضمني الى العبادي الذي يحظى بدعم امريكي وقبول لدى العرب ويسعى للفوز بفترة ثانية رئيسا للوزراء.

وتأتي تعليقات المالكي في الوقت الذي يجري فيه المبعوث الرئاسي الامريكي بريت ماكغورك مشاورات مع مختلف القوى في العراق لإقناعها في الانضمام الى التحالف الذي يقوده العبادي. ولا تبدو هناك أي مؤشرات محتملة على نجاح الفرقاء في تشكيل الحكومة قريباً.

ويحتاج تأليف الحكومة الى تشكيل كتلة برلمانية كبرى تملك 165 صوتاً لتنجح في ترشيح رئيس الوزراء داخل البرلمان المؤلف من 329 مقعداً.

وليس من السهل ان ترى أي حكومة عراقية النور بمنأى عن التدخلات الاقليمية والدولية على غرار ما شهدته التشكيلات الحكومية السابقة منذ سقوط النظام السابق بقيادة صدام حسين على يد القوات الامريكية عام 2003.

وفي مقابل تحركات ماكغورك، يجري قائد المهام الخارجية في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني مشاورات مع القوى العراقية لتشكيل حكومة لا تتحفظ على النفوذ الايراني في العراق.

وسبق أن أعلن العبادي التزامه بالعقوبات الامريكية التي فرضت على ايران في الآونة الاخيرة، وهو موقف جعل طهران تستشيط غضباً.

ويحتفظ المالكي بعلاقات طيبة مع طهران. والمالكي حليف قوي لكتلة الفتح بقيادة هادي العامري الذي امضى 20 عاما في منفاه بإيران معارضا لصدام.

وقال المالكي في بيان إن "التدخلات الخارجية الرامية الى احداث شرخ في بنية المجتمع العراقي وإيجاد حالة من الصراع والاقتتال الداخلي لن ينجو منه احد ولا يكسب ثماره أحد غير الخيبة والخسران والندم والمسؤولية الكبيرة امام الله عن الدماء والأرواح وتدمير الوطن وتهديد امنه وسيادته".

وتابع "ومن هذا المنطلق نؤكد على اهمية الحذر ممن يحاول زج البلاد في تلك الصراعات وان نمنع التدخل المباشر والتفاوض بالنيابة لتحشيد طرف ضد اخر".

وأعرب المالكي، الذي حكم العراق لثماني سنوات، عن اسفه من "أن يستمع اخوة الطريق والمصير الى مخططاتهم التي تبدو داعمة لهم رغم علمهم انها مكر وخديعة للجميع".

وينتمي العبادي الى حزب الدعوة الذي يقوده المالكي لكنهما خاضا الانتخابات في تحالفين منفصلين ولهما مواقف متناقضة في السياسة.

وقال المالكي في بيانه الذي تلقت كوردستان 24 نسخة منه إن هناك "استقطابات وتدخلات إقليمية وخارجية وفتنا تستهدف وحدة العراق وشعبه".

وأشار الى انه من "المهم أن يقف الإخوة الشركاء في العملية السياسية موحدين متكاتفين لإفشال تلك المخططات التي بانت معالمها نتيجة الازمة... الراهنة".

وأضاف المالكي، الذي لا يزال يتمتع بنفوذ قوي، موجها كلامه لـ"اخوة المبادئ والمصالح الوطنية" قائلا "لا تسمعوا صوت الفتنة التي تحيكها قوى خارجية لتصبغها بدماء الشعب".

وقال في اشارة الى واشنطن وحلفائها، إن ائتلافه ومن ينضوي تحت لوائه لن يمضون "في الاتجاه الذي تريد الدول الإقليمية والكبرى ولن نسمح في ان يوجه ابسط سلاح في صدور ابناء و اخوان الوطن الواحد".

ودعا المالكي الى عقد "جلسات صدق ومصارحة عراقية من اجل بناء الوطن وإعادة إعمار ما دمره الاٍرهاب وتحقيق الوئام السياسي" في العراق.

وتجري الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية مفاوضات ومشاورات مكثفة لإعلان الكتلة الكبرى التي ستتولى تشكيل الحكومة الجديدة. وسيعقد البرلمان اولى جلساته يوم الاثنين لانتخاب رئيس له ونائبين على أن يتم انتخاب رئيس للبلاد في غضون 30 يوما.