"الغام خانقين".. عدو خفي وموت مستتر بالتراب
حذرت المنظمات المحلية في مدينة خانقين بمحافظة ديالى، السكان المحليين من الخطر الذي لا تزال تشكله حقول الألغام في المدينة المتنازع عليها.
أربيل (كوردستان 24)- حذرت المنظمات المحلية في مدينة خانقين بمحافظة ديالى، السكان المحليين من الخطر الذي لا تزال تشكله حقول الألغام في المدينة المتنازع عليها، ودعت المواطنين الى الابتعاد عن 60 موقعاً في المنطقة الواقعة على الحدود العراقية الإيرانية.
ويأتي هذا التحذير مع ذروة الأمطار التي بدأت تجرف بدورها الألغام والمتفجرات غير المنفلقة وتنقلها الى أماكن أخرى على مشارف المدينة المترامية الأطراف.
وقال المشرف على التوعية من مخاطر الألغام في منظمة "العمل من أجل السلام" في خانقين محسن مراد لكوردستان 24 إن منظمته "حددت 60 موقعاً في قرى منطقة خانقين منذ بداية عام 2019" مشيراً الى أن تلك الأراضي تحتوي على الكثير من الألغام.
وتابع "توجد العشرات من حقول الألغام التي تتطلب تطهيراً" في المنطقة.
وتمتد محافظة ديالى، حيث خانقين، على طول الحدود الإيرانية، وهي واحدة من المناطق التي زُرع فيها الكثير من الألغام والمتفجرات أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
وأضاف مراد أن بعض المواقع، التي حددتها منظمته، تقع بالقرب من المناطق المأهولة وخاصة تلك القريبة من مخيمات النازحين.

وبحسب إحصاءات محلية لا تزال بلدة مندلي في خانقين تحتوي على مليون لغم وقنبلة غير منفلقة بالإضافة الى مخلفات حرب الثماني سنوات.
وتقع بلدة مندلي في الجانب الشرقي لديالى، وتعد من المناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية. ولقي ستة أشخاص مصرعهم فيما أصيب 11 آخرون بالإعاقة بعد انفجار الألغام عليهم منذ سقوط النظام السابق عام 2003.
ويقول سكان محليون لكوردستان 24 إنهم عثروا على مخلفات حربية أثناء نزهاتهم في ضواحي خانقين مما دفعهم لتجنب تلك المناطق وإبلاغ المختصين.
ومن المؤمل أن تبدأ منظمة "من أجل السلام" أعمالها التوعية في الربيع المقبل وذلك خلال إحياء أعياد نوروز حيث يخرج الناس للتنزه في الهواء الطلق.
وتقول المنظمة إنها ستبدأ في تعزيز الوعي من خلال الإرشادات واللافتات والنشرات في الأماكن العامة لتجنب مناطق الألغام.
ويعود تاريخ الألغام في العراق إلى الثمانينات خلال الحرب العراقية الإيرانية، إذ زرع الجيش العراقي آلافاً منها على الحدود لعرقلة تقدم القوات الإيرانية.
وبعد عام 1991، ساهمت العديد من المنظمات المحلية والدولية في تطهير الحدود العراقية الإيرانية من المتفجرات، غير أن مساحات شاسعة من الأراضي لا تزال خطرة وتمثل موتاً كامناً تحت التراب.