مهاباد فتاح.. سيدة من حلبجة تحول "الذهب الأحمر" إلى دبس رمان بجهود عائلية شاقة
أربيل (كوردستان24)- في بستانها الواقع بمدينة حلبجة، تقضي السيدة "مهاباد فتاح" وعائلتها نهارهم وليلتهم وسط القدور الكبيرة والنيران المشتعلة، لتحويل ثمار الرمان الشهيرة في المدينة إلى "دبس الرمان"، المنتج الذي يعد علامة مميزة للمنطقة ومكوناً أساسياً في المطبخ الكردي.
منذ عقد من الزمان، دأبت مهاباد على هذا العمل الموسمي الشاق. تقول: "نبدأ يومنا في السابعة صباحاً ولا تنطفئ النيران تحت القدور إلا بحلول الحادية عشرة ليلاً. عملية غلي عصير الرمان وحدها تستغرق نحو 9 ساعات متواصلة للحصول على القوام المطلوب".
تعاون عائلي
لا تواجه مهاباد مشقة العمل وحدها، بل يشاركها أفراد عائلتها في تقاسم المهام. فبينما تتولى ابنتها شؤون المنزل صباحاً قبل الالتحاق بها، ينضم زوجها إليهم بعد انتهاء دوامه الوظيفي عصراً، ليواصلوا العمل معاً حتى ساعات متأخرة من الليل.
أسرار الصنعة
وعن تفاصيل الإنتاج، توضح مهاباد أن "كل 20 دبة من عصير الرمان الصافي تنتج ما بين 3.5 إلى 4 دبات من الدبس، بحسب الكثافة المطلوبة". وتضيف أن حلبجة تشتهر بنوعين من الرمان: "الحامض" و"صالح خاني"، حيث يتميز الأخير بمذاقه المعتدل والمرغوب (ميزوش)، بينما يُخصص الحامض للزبائن الذين يفضلون النكهة اللاذعة.
طلب منزلي واسع
يجد دبس رمان مهاباد طريقاً سهلاً إلى موائد سكان المنطقة، حيث تؤكد أن غالبية زبائنها يطلبون المنتج لاستهلاكهم المنزلي بكميات تصل إلى 10 كيلوغرامات. ويستخدم هذا المنتج الطبيعي الخالي من الإضافات لتنكيه أطباق متنوعة، بدءاً من السلطات، مروراً بأطباق الرز والدجاج، وصولاً إلى السمك المشوي.
وتمثل قصة مهاباد نموذجاً للكفاح والعمل الدؤوب للمرأة الكردية في ريف حلبجة، التي تحافظ على التقاليد الغذائية وتحول خيرات الأرض إلى مصدر رزق كريم.
