"جيلاتين الخنزير" يقلق أوساطاً إسلامية بشأن "اللقاح الحلال" لفيروس كورونا
من المرجح أن يستمر استخدام المكون في غالبية اللقاحات لسنوات

أربيل (كوردستان 24)- رصد تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس للأنباء، قلقاً بين الأوساط الإسلامية بسبب دهن الخنزير الذي يدخل في حفظ لقاحات فيروس كورونا.
ولا تزال شركات الأدوية تتسابق فيما بينها لتطوير لقاح كورونا، بينما يتركز اهتمام الحكومات في مختلف أرجاء على العالم على تأمين الجرعات للمواطنين.
ويشير تقرير الوكالة إلى أنه وفي هذه الأثناء أثارت الأسئلة حول استخدام منتجات لحم الخنزير، المحرّم تناولها عند المسلمين وطائفة من اليهود، مخاوف بشأن احتمال تعطيل حملات التطعيم ضد فيروس كورونا.
وحطّت في إحدى مطارات الصين قبل نحو شهرين طائرة تقلّ دبلوماسيين إندونيسيين ورجال دين مسلمين ينشدون من هذه الزيارة تأمين لقاح ضد فيروس كورونا لمواطنيهم في إندونيسيا.
وبينما انشغل الدبلوماسيون الإندونيسيون في الصين بوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة التي تضمن وصول الملايين من جرعات اللقاح إلى مواطنيهم، كان رجال الدين الإندونيسيون يبحثون أمراً مختلفاً وهو ما إذا كان لقاح كورونا مسموحاً استخدامه بموجب الشريعة الإٍسلامية.
وتم استخدام الجيلاتين المشتق من لحم الخنزير على نطاق واسع كعامل استقرار لضمان بقاء اللقاحات آمنة وفعالة أثناء التخزين والنقل، علماً أن بعض الشركات عملت لسنوات على تطوير لقاحات خالية من لحم الخنزير، إذ أنتجت شركة الأدوية السويسرية نوفارتيس لقاحاً خالياً من لحم الخنزير ضد التهاب السحايا، في حين تعمل شركة "آج فارما" في السعودية وماليزيا حالياً على إنتاج لقاح خاص بها.
لكن الطلب وسلاسل التوريد الحالية والتكلفة والعمر الافتراضي الأقصر للقاحات التي لا تحتوي على جيلاتين الخنازير تعني أنه من المرجح أن يستمر استخدام المكون في غالبية اللقاحات لسنوات، كما قال الدكتور سلمان وقار، الأمين العام للطب الإسلامي البريطاني جمعية.
وأوضح المتحدثون باسم شركات "فايزر" و"موديرنا" و"أسترازينيكا" أن منتجات لحم الخنزير ليس مكوناً من لقاحات كورونا التي تعمل على إنتاجها، لكن محدودية العرض والصفقات الموجودة مسبقًا التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات مع شركات أخرى تعني أن بعض البلدان التي بها عدد كبير من المسلمين، مثل إندونيسيا، ستتلقى لقاحات لم يتم اعتمادها بعد على أنها خالية من الجيلاتين.
ويشير الدكتور سلمان وقار إلى أن هذا يمثل معضلة للمجتمعات الدينية، بما في ذلك اليهود الأرثوذكس والمسلمين، إذ يعتبر تناول منتجات لحم الخنزير أمراً محرماً لديهم على اعتبار أنها مواد نجسة.
ويقول وقار "ثمة اختلاف في الرأي بين علماء المسلمين حول ما إذا كنت تأخذ شيئاً مثل جيلاتين الخنزير وتجعله يخضع لتحول كيميائي صارم"، مستطرداً بالسؤال: "هل بعد ذلك سيبقى مادة نجسة دينياً؟"
هذا ويقول الأستاذ المساعد في جامعة سيدني، الدكتور هارونور راشد إن ثمّة إجماع في الآراء بشأن استخدام جيلاتين الخنزير في اللقاحات، هو أنه مسموح به بموجب الشريعة الإسلامية، لأن "الضرر الأكبر" سيحدث إذا لم يتم استخدام اللقاحات.
كما أن هناك تقييماً مماثلاً بإجماع واسع من القادة الدينيين في المجتمع اليهودي الأرثوذكسي أيضاً، إذ يقول رئيس منظمة تزوهار الحاخامية في إسرائيل، الحاخام ديفيد ستاف "وفقاً للقانون اليهودي، فإن حظر أكل لحم الخنزير أو استخدام لحم الخنزير محظور فقط عندما يكون يتم تناوله بطريقة طبيعية".
ويضيف أنه "إذا تم حقنه في الجسم، ولم يتم (أكله) عن طريق الفم"، "فلا مانع ولا مشكلة خاصة عندما تنتابنا مخاوف من الأمراض".